كلابس ثوبي زور"، وقصة هذا: ما روي أن امرأة قالت: يا رسول الله! إن لي ضرة فهل عليَّ جناحٌ أن أتشبع بما لم يعطِني زوجي، فأجابها عليه الصلاة والسلام بهذا القول؛ أي: مَنْ فعل ذلك فقد كذب كذبتين، إذ أظهر شيئين كاذبين أحدهما قولها: أعطاني زوجي، والآخر إظهارها محبته إياها أكثر من محبته ضَرَّتها.
قال الخطابي: كان في العرب رجلٌ يشهد بالزور مُبْطِناً كذبه بلبسه ثوبين كثياب المعاريف مُوهماً أنه معروف محترم لتقبل شهادته، فكان ثوباه سببَ زوره، فسميا ثوبي زور، فشبه عليه الصلاة والسلام هذه المرأة بذلك الرجل.
* * *
٢٢٣٦ - وقال: "مَنْ صُنِعَ إليه مَعْروفٌ فقال لفاعِلِه: جزاكَ الله خيراً، فقد أبلغَ في الثناءِ".
"وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء"؛ أي: بالغ في أداء شكره.
* * *
٢٢٣٧ - وقال: "مَنْ لم يَشْكرِ النَّاسَ لم يشكرِ الله".
"وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لم يشكر الناس لم يشكر الله"، وذلك إما لأن مما أمر الله به شكر الناس، فمن لم يطاوعه فيه لم يكن ممتثلاً جميعَ أوامره، فلا يتمُّ شكره له لأنه إنما يتم بامتثال جميع أوامره، أو تنبيهاً على أن مِنْ شُكْر النعمة شُكْرَ الوسائط، فمن لم يفعل جديرٌ بأن لا يشكر