"فَلْتَحتجِبْ منه": وهذا محمول عند عامتهم على الورع والاحتياط؛ لأنه بصدد أن يعتقَ ساعةً فساعةً، بأن يؤدِّيَ نجومَ الكتابة.
قيل: لعله - عليه الصلاة والسلام - قصد به منعَ المُكاتَبِ عن تأخير الأداء بعد التمكُّن، ليستديمَ جوازَ النظر إلى سيدته، فسدَّ - عليه الصلاة والسلام - عليه هذا البابَ.
* * *
٢٥٤٦ - وعن عمرِو بن شُعيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه: أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَن كاتَبَ عبدَه على مائةِ أوقيةٍ فأدَّاها إلا عَشْرَ أواقٍ - أو قال: عَشْرةَ دنانيرَ، ثم عَجَزَ فَهُوَ رَقيقٌ".
"عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال: مَن كاتَبَ عبدَه على مئة أوقيةٍ، فأدَّاها إلا عشرةَ أواقٍ، أو قال: عشرةَ دنانيرَ، ثم عجزَ فهو رقيقٌ": وهذا يدل على أن عجزَ المُكاتَبِ عن أداء البعض كعجزهِ عن الكل، فللسيدِ فسخُ كتابته، فيكون رقيقًا كما كان، ويدل مفهوم قوله:(فهو رقيق) على أن ما أدَّاه يصير لسيده.
* * *
٢٥٤٧ - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا أصابَ المُكاتبُ حدًّا أو ميراثاً وَرِثَ بحسابِ ما عَتَقَ منه".
وقال:"يُؤدِّي المكاتَبُ بحصَّةِ ما أدَّى ديةَ حُرٍّ، وما بقي ديةَ عبدٍ"، ضعيف.