"فإني طبيبٌ"، أخرجه - صلى الله عليه وسلم - عن زعمه إلى غيره راداً عليه، "فقال: أنتَ رفيق" من: الرِّفق؛ أي: لين الجانب، وقيل: الرِّفق: لطافة القول أو الفعل؛ أي: أنت ترفقُ بالناس في العلاج بلطافة الفعل وحفظ المزاج من الأغذية الرديَة.
"والله الطبيبُ"؛ أي: المداوي الحقيقي الشافي عن الداء، العالِم بحقيقة الدواء، القادر على الصحة والبقاء؛ يعني: ليس هذا مما يُعالَج، بل يفتقر كلامُك إلى العلاج، حيث سَمَّيتَ نفسَك بالطبيب، والله هو الطبيب.
قيل: كان مكتوباً على خاتم النبوة: توجَّه حيث شئتَ؛ فإنك منصورٌ.
"وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: مَن هذا معك؟ قال: ابني، فاشهَدْ به": بصيغة الأمر؛ أي: فاشهَدْ بأنه ابني، مريداً بهذا إلزامَ ابنهِ ضمانَ الجنايات عنه، على رسم الجاهلية.
"فقال: أَمَا إنه لا يجني عليك"؛ أي: لا يجني جناية يكون القصاصُ أو الضمانُ فيها عليك.
"ولا تجني عليه".
* * *
٢٦٠٨ - عن عمرِو بن شُعَيبٍ، عن أبيه، عن جدِّه: عن سُراقةَ بن مالكٍ - رضي الله عنه - قالَ:"حضرتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يُقِيْدُ الأبَ من ابنهِ، ولا يُقيدُ الابن من أبيهِ"، ضعيف.
"عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن سُراقةَ بن مِالك - رضي الله عنه - قال: حضرتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يُقِيدُ الأبَ من ابنه، ولا يُقِيدُ الابن من أبيه"؛ أي: كان يَقتُلُ الأبَ إذا قَتلَ ابنه، ولا يَقتُلُ الابن إذا قَتلَ أباه.