"عن أبي سعيد الخُدري وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال: سيكون في أمتي اختلاف وفرقة"؛ أي: أهلُهما، أو المراد نفسُهما.
"قوم يُحسِنون القِيلَ" بكسر القاف: مصدر، مثل: القَول.
"ويُسِيئون الفعلَ، يقرؤون القرآنَ لا يجاوز تراقيَهم" جمع: تَرْقُوَة، وهو عظم بين ثغرة النحر والعاتق.
"يَمْرُقون من الدِّين مُروقَ السَّهم من الرميَّة"؛ أي: كمروقه منها.
"لا يرجعون"؛ أي: إلى طاعة الله ورسوله "حتى يرتدَّ السهمُ على فُوقهِ" بضم الفاء: موضع الوَتَر من السَّهم؛ يعني: لا يرجعون إلى الدّين وإلى الطاعة أبداً كما لا يرجع السهم إلى فُوقِه حين رُمِيَ، علَّق - صلى الله عليه وسلم - رجوعَهم إليه على مُحالٍ؛ مبالغةً في إصرارهم على ما هم عليه، وقطعاً لطمع رجوعهم إلى صلاح، والمراد بهؤلاء القوم: الخوارج.
"هم شرَّ الخَلق والخليقة": وهما بمعنى، كرَّر مبالغةً للمعنى الذي أراده، وهو استيعاب أصناف الخلق، نحو: زيدٌ خيرُ الناسِ والبشرِ.
وقال ابن عمر - رضي الله عنه -: إنهم انطلقوا إلى آياتٍ نزَلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين.
"طُوبَى لمن قتلَهم"؛ لأنه غازٍ.
"وقتلوه"؛ لأنه شهيدٌ.
"يدعون إلى كتاب الله، وليسوا منا في شيء"، وفيه: تنبيه على شدة العلاقة بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين كتاب الله تعالى.