وسلم أنه قال: خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم"؛ يعني: خير الأئمة الذين عدلوا في الحكم، فينعقد بينكم وبينهم مودةٌ ومحبة.
"وتصلُّون عليهم"؛ أي: تدعون لهم بالمعونة على القيام بالحق والعدل.
"ويصلُّون عليكم"؛ أي: يدعون لكم، ويجوز أن يراد بها صلاة الجنازة.
"وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم"؛ أي: الذين ظلموا لكم بحيث انعقدت بينكم وبينهم عداوة وبغضٌ.
"وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا: يا رسول الله! أفلا ننابذهم"؛ أي: أفلا ننبذ إليهم البيعة ونترك الطاعة ونحاربهم عند ذلك.
"قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة" منعه - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ما داموا مُقِيمي الصلاة الفارقةِ بين الإيمان والكفر يحذر هيجان الفتنة التي هي أشد من المصابرة على ما ينكر منهم، وفيه دليل على عدم انعزال الإمام بالفسق.
"ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعته (١)".
* * *
٢٧٦٢ - عن أمِّ سلمةَ قالت: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكونُ عليكم أمراءُ تَعرِفُونَ وتُنكِرون، فمَن أَنْكَرَ فقد بَرِئَ، ومَن كَرِهَ فقد سَلِمَ، ولكنْ مَن رضيَ وتابعَ"، قالوا: أفلا نقُاتلُهم؟ قال: "لا، ما صَلَّوا، لا، ما صلَّوا"، يعني: مَن كَرِهَ بقلبه وأنكرَ بقلبه.