أرأيتَ إنْ قامَتْ علينا أُمراءُ يَسأَلوننَا حقَّهم وَيمنعوننَا حقَّنا، فما تَأمرُنا؟ قال:"اسمعُوا وأَطيعوا، فإنَّما عليهم ما حُمَّلُوا وعليكم ما حُمِّلْتُم".
"وسأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا نبيَّ الله أرأيت"؛ أي: أخبرني "إن قامت علينا أمراءُ يسألوننا حقَّهم ويمنعوننا حقنا، فما تأمرنا؟ قال: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتم"؛ يعني: إن الله يسألهم عما أمرهم به، ويسألكم عما أمركم به، وهذا مثلُ قوله تعالى:{لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ}[البقرة: ١٣٤].
* * *
٢٧٦٥ - عن عبدِ الله بن عُمرَ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"مَن خَلعَ يداً مِن طاعةٍ لقيَ الله يومَ القيامةِ لا حُجَّةَ لهُ، ومَن مَاتَ وليسَ في عُنقِهِ بَيْعةٌ ماتَ مِيتَةً جاهليةً".
"عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: مَن خلع يداً"؛ أي: نزعها.
"من طاعة الله"؛ يعني: من نقض عهد الإمام، ولمَّا كان شأن البائع أن يضع يده على يد مَن يبايعه حالةَ المعاهدة؛ أي: العادة صار خلعُها كنايةً عن نقض العهد.
"لقي الله يوم القيامة ولا حجة له"؛ أي: لا عذر له.
"ومن مات وليس في عنقه بيعة"؛ أي: عهدُ إمام المسلمين "مات ميتة جاهلية".