ولا مَنْ خالَفَهُمْ حتى يأتي أمرُ الله وهم على ذلك"، رواه مُعاوية - رضي الله عنه -.
"وعن معاوية أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يزال من أُمتي" يريد: أمة الإجابة.
"أُمةٌ"؛ أي: طائفةٌ قائمةٌ "بأمر الله"؛ أي: بشريعته ودينه، وقيل: الجهاد؛ يعني: لا يزال منهم مواظبون ومحافظون عليه.
"لا يضرُّهم مَن خَذَلَهم"؛ أي: ترك عَونَهم ونصرتَهم.
"ولا مَن خالَفَهم، حتى يأتي أمرُ الله"؛ أي: القيامةُ "وهم على ذلك" وهذا إشارة إلى أن وجه الأرض لا يخلو من الصُّلَحاء الثابتين على أوامر الله؛ متباعدين عن المناهي، حافظين أمورَ الشريعة، يستوي عندهم معاونة الناس ومخالفتهم، أو المجاهدين في سبيل الله.
* * *
١٢١ - وقال: "لا تزالُ طائفة مِنْ أُمّتي يُقاتِلُونَ على الحقِّ ظاهرينَ إلى يومِ القيامةِ"، رواه جابر - رضي الله عنه -.
"وعن جابر - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق": متعلق بـ (يقاتلون)، أو بقوله: "ظاهرين"؛ أي: حالَ كونهم غالبين، ويجوز أن يكون الجار والمجرور خبر (لا يزال)، فيكون (يقاتلون): صفة (طائفة).
قيل: هم جيوش الإِسلام، وقيل: هم العلماء والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، فتكون مقاتلتُهم معنويةً.
"إلى يوم القيامة"؛ أي: إلى قربه، وهو حين تأتي الريح، فتأخذ رُوحَ كل مؤمن ومؤمنة.