للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خُلوفٌ يقولونَ ما لا يفعلون، ويفعلونَ ما لا يُؤمَرُون، فمنْ جاهدَهُمْ بيدِه فهوَ مؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بلسانهِ فهوَ مُؤمنٌ، ومَنْ جاهدَهُمْ بقلبهِ فهوَ مُؤمنٌ، ليسَ وراءَ ذلكَ منَ الإيمانِ حبَّةِ خَردلٍ" رواه ابن مَسْعود - رضي الله عنه -.

"وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي وروي: "في أمة قيل: هو الصواب.

"إلا كان له من أمته حَوارُّيون" جمع: حَواري، وهو الناصر وصاحب السِّر.

"وأصحابٌ يأخذون بسُنَّته ويقتدون أي: يتبعون "بأمره": يُحمل هذا على الغالب؛ لأنه قد جاء في حديث آخر: "أن نبيّاً يجيء يومَ القيامة ولم يتبعه من أُمته إلا واحد".

"ثمَّ إنها" - الضمير للقصة - "يخلف من بعدهم أي: يَحدُثون بعدَهم "خُلوف" بضم الخاء: جمع خَلْف بفتح الخاء مع السكون، وهو الخليفة السيئ، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} [مريم:٥٩].

"يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يُؤمَرُون، فمَن جاهَدَهم أي: حارَبَهم وآذاهم "بيده فهو مؤمن، ومَن جاهَدَهم بلسانه أي: يؤذيهم به بالأمر المعروف والنهي عن المنكر "فهو مؤمن، وليس وراء ذلك أي: وراء الجهاد بالإنكار "من الإيمان حَبَّةُ خَردل يعني: مجرد الإنكار أدنى المراتب، فمَن لم يجده في قلبه فَلْيعلَمْ أنه لم يبق فيه من نور الإيمان مقدار هذه الحَبة، فَلْيعالِجْ باطنَه.

* * *

١٢٠ - وقال: "لا يَزالُ من أُمَّتي أُمةٌ قائمةٌ بأمرِ الله لا يضرُّهم مَنْ خذلَهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>