"ولا آلو"؛ أي: لا أقصِّر في الاجتهاد وبلوغِ الوسع منه في طلب الحق.
"قال: فضرب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على صدره وقال: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يُرضي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - " وهذا يدل على جواز الاجتهاد وحُجِّية القياس.
* * *
٢٨١٥ - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما أقضي بينَكم برَأْيي فِيمَا لم يُنْزَلْ عليَّ فيهِ".
"وعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما أقضي بينكم برأيي فيما لم ينزل عليَّ فيه" وهذا يدل على جواز الاجتهاد للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم.
* * *
٢٨١٦ - وقال عليٌّ - رضي الله عنه -: بَعثَني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمنِ قاضياً، فقلتُ: يا رسولَ الله! تُرسِلُني وأنا حديثُ السنِّ ولا عِلْمَ لي بالقضاء! فقال: "إنَّ الله تعالى سيَهدي قلبَكَ وَيُثَبتَ لِسانَك، إذا تَقاضَى إليكَ رجلانِ فلا تَقْضِ للأولِ حتى تسمعَ كلامَ الآخَرِ، فإنَّه أَحْرَى أنْ يتبيَّنَ لكَ القضاءُ"، قال: فما شكَكْتُ في قضاءٍ بَعْدَهُ.
"عن علي - كرم الله وجهه - أنه قال: بعثني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى اليمن قاضياً، فقلت: يا رسول الله! ترسلني وأنا حديث السن، ولا علم لي بالقضاء؟ " لا يريد به نفي العلم مطلقاً؛ لأن علياً كان كثير العلم، بل المراد أنه لم يكن تُرفع إليه القضايا والأحكام، ولم يكن مشتغلاً بفصل الخصومات وكيفية دفع كلام الخصمين؛ لأنه ربما يَمكُر أحدهما الآخر بكلام أو