للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما أَتيتُ إنْ أنا شربتُ تِرْياقًا، أو تعلَّقتُ تَميمةً، أو قلتُ الشِّعرَ مِن قِبَلِ نفسي".

"عن عبدِ الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقولُ: ما أُبالِي": (ما) هذه نافية.

"ما أتيتُ": (ما) مفعولُه مقدَّمٌ عليه.

"إنْ أنا شربتُ تِرْياقًا" بكسر التاء: ما ينفَعُ في السمِّ من الأدويةِ والمعاجِينِ، حُذِفَ جوابُ (إنْ) لدلالة ما تقدَّم عليه والمعنى: إن أنا فعلتُ هذا فما أُبالي كلَّ شيء أتيتُ به، لكنِّي أُبالي مِن إتيان بعضِ الأشياءِ، وإنما كَرِهَ - صلى الله عليه وسلم - شُرْبَ التِّرْياق لمَا فيه من لحوم الأفاعي والخَمْر مع ما فيه من الانتزاع عن التوكُّل.

"أو تعلَّقْتُ، لي "تميمةً"؛ أي: أخذتُها لي عُلَاقةً.

"أو قلتُ الشِّعْرَ مِن قِبَلِ نفسي"؛ يعني كما أنَّ إنشاءَ الشِّعْر حرامٌ عليَّ فكذلك شربُ التِّرْياق وتعليقُ التمائم حرامان عليَّ، وأمَّا في حقِّ الأمة التمائمُ وإنشاءُ الشِّعْر غيرُ حَرَامٍ إذا لم يكُنْ فيه كَذِبٌ، أو هَجْوُ مُسْلِمٍ، أو من المعاصي، وكذا التِّرْياق الَّذي ليس فيه محرَّمٌ شَرْعًا.

* * *

٣٥٢٩ - عن المغيرةِ بن شُعبةَ قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَن اكتوَى أو استرقَى فقد بَرِئَ مِن التَّوَكُّلِ".

ويُروَى: "مَن تَعلَّقَ شيئًا وُكِلَ إليه".

"عن المغيرة بن شُعْبَةَ قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: مَن اكتَوى": بمعنى كَوى، من الكَيِّ.

"أو اسْتَرْقى فقد بَرِئَ من التوكُّل"؛ أي: سقطَ مِنْ مرتَبَتهِ، وهذا محمولٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>