بَرَّكْتَ؟ اغتسِلْ لهُ"، فغَسلَ عامرٌ وجهَهُ وبدَيهِ ومِرفَقيهِ ورُكْبَتيه وأطرافَ رِجلَيهِ وداخِلةَ إزارِه في قدَح ثم صُبَّ عليه، فراحَ مع النَّاس ليسَ بهِ بأسٌ.
"عن أبي أمامةَ بن سهلِ بن حُنَيف": بصيغة التصغير.
"أنَّه قال: رأى عامرُ بن ربيعة سهلَ بن حُنَيف يغتسِلُ فعانَه"؛ أي: أصابَتْه عينٌ.
"فقال: والله ما رأيتُ كاليومِ ولا جِلْدَ مُخبَّأَةٍ": عطف على مفعول (رأيت) مقدَّرًا، والكافُ مفعول مطَلقٌ، والتقديرُ: ما رأيتُ في وقتٍ ما جِلْدَ غيرِ مُخبَّأَةٍ ولا جِلْدَ مُخبَّأَةٍ، أو ما رأيتُ جِلْدَ رجُل في اللَّطافَةِ ولا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ في البياضِ والنعومةِ مثل رؤيتي اليومَ؛ أي: مثلَ الجِلْد الَّذي رأيتُه اليومَ، وهو جِلْدُ سَهْلِ بن حُنَيف؛ لأنَّ جِلْدَه كان لطيفًا، والمخَبَّأةَ: الجاريةُ التي في خِدْرها لم تتزَّوجْ بعدُ؛ لأن صيانتَها أبلَغُ من المتزوِّجة وجلدُها أَنْعَم.
"قال"؛ أي: الراوي.
"فلُبطَ"، بضم اللام وكسر الباء الموحدة؛ أي: صُرِعَ "بسَهْلٍ" وسقطَ إلى الأرضِ من تأثير إصابةِ عَيْنِ عامر.
"فاُتِيَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقيل: يا رسولَ الله! هل لك"؛ أي: من خير، أو مداواة "في سهل بن حُنيف؟ "؛ أي: شأنهِ.
"والله ما يَرْفَعُ رأسَه، فقال"؛ أي: النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل تَتَّهِمُون له أحدًا"؛ أي: تظنُّون أحدًا أصابَه بالعين.
"فقالوا: نتَّهِمُ عامرَ بن ربَيعة، قال: فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغلَّظَ عليه"؛ أي: قال معه كلامًا غليظًا.