بيدي، فعدَّ خمسًا، فقال: اتَّقِ المحارمَ تكنْ أعبدَ الناس، وارضَ بما قَسَمَ الله لك تكن أغنى الناس، وأَحسِنْ إلى جارِك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثر الضحكَ؛ فإن كثرةَ الضحك تُميت القلبَ": وهذا تهديد عظيم؛ لأن موتَ القلب إما كفرٌ في الدنيا، وإما فزعٌ في القيامة، وما أُضيف إلى القلب فهو أعظمُ، كقوله تعالى:{فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ}[البقرة: ٢٨٣].
"غريب".
٤٠١٤ - عن أبي هُريرةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الله يقولُ: ابن آدَم! تَفَرَّغْ لعبادتي أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى، وأَسُدَّ فقرَكَ، فإنْ لم تفعلْ مَلأْتُ يدَكَ شُغْلًا، ولم أَسُدَّ فقرَكَ".
"عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يقول: ابن آدم! تفرَّغْ" بصيغة الأمر "لعبادتي أَملأ" بالجزم: جواب الأمر.
"صدرَك غنًى، وأسدَّ فقرَك"؛ أي: أُزيل عنك فقرَك.
"وإنْ لا تفعلْ"؛ أي: وإن لم تفعلْ ما أمرتك من الإعراض عن الدنيا والتفرُّغ لعبادتي "ملأتُ يدَك شغلًا"؛ أي: كثَّرت شغلَك بالدنيا.
"ولم أسدَّ فقرَك"، فتُتعب نفسَك بكثرة الترف وفي طلب المال، ولا تنال من الرزق إلا ما قدَّرتُ لك.
٤٠١٥ - "عن جابرٍ قال: ذُكِرَ رَجُلٌ عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - بعبادة واجتِهادٍ، وذُكِرَ آخرُ بِرِعَةٍ، فقالَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَعدِلْ بالرِّعَةِ شَيْئًا"، يعني: الوَرعَ.
"وعن جابر - رضي الله عنه - قال: ذُكر رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبادةٍ واجتهادٍ، وذُكر