" عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يُصَفُّ أهلُ النار، فيمر بهم الرجل من أهل الجنّة، فيقول الرجل منهم: يا فلان! أما تعرفني؟ أنا الَّذي سقيتك شَرْبَةً، وقال بعضهم: أنا الَّذي وهبت لك وَضوءًا " بفتح الواو: الماء الَّذي يُتَوَضَّأ منه.
" فيشفَعُ له، فَيُدْخِلُهُ الجنّة ": وهذا تحريضٌ على الإحسان إلى المسلمين سيما العلماء والصلحاء، والمجالسة معهم ومحبتهم؛ فإن محبتهم زين في الدنيا ونور في الآخرة.
* * *
٤٣٤٧ - عن أبي هُريرَةَ - رضي الله عنه -، " أنَّ رَجُلَيْنِ مِمَّنْ دَخَلَ النَّارَ اشتَدَّ صِياحُهُما، فقالَ الرَّبُّ: أَخْرِجُوهُما، فقال لهما: لأَيِّ شَيءٍ اشتَدَّ صِياحُكُما؟ قالا: فعَلْنا ذلكَ لتَرْحَمَنا، قالَ: فإن رَحْمَتي لكُما أنْ تَنْطَلِقا فتُلْقِيا أنفُسَكُما حيثُ كنتُما مِنَ النَّارِ. فيُلقِيْ أَحَدُهُما نفسَهُ، فَيَجْعَلُهَا الله عَلَيهِ بَرْدًا وسَلامًا، ويَقُومُ الآخرُ فلا يُلقي نفسَهُ، فيقولُ لهُ الرَّبُّ: ما مَنَعَكَ أنْ تُلقيَ نفسَكَ كما أَلْقى صاحِبُكَ؟ فيقول: رَبِّ إنِّي أَرْجُو أنْ لا تُعِيْدَني فيها بَعْدَ ما أخرَجْتَني منها، فيقولُ لهُ الرَّبُّ: لكَ رَجاؤُكَ. فيَدْخُلانِ جَميعًا الجَنَّةَ برَحْمَةِ الله ".
" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنَّ رجلين ممن دخل النار اشتدَّ صياحُهُما، فقال الربُّ: أخرجوهما، فقال لهما: لأيِّ شيءٍ اشتدَّ صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحَمَنَا، قال: فإن رحمتي لكما أَنْ تنطَلِقَا فَتُلْقِيَا أنفُسَكُما حيثُ كُنْتُمَا من النار، فيلقي أحدهما نفسه فيجعلها الله عليه بَرْداً وسَلامًا، ويقوم الآخر فلا يُلْقِي نفسَهُ، فيقول له الربُّ: ما منعَكَ ": (ما) هذه استفهامية.
" أن تُلقِيَ نفسَكَ كما ألقَى صاحِبُكَ؟ فيقول: ربِّ إني لأرجو أن لا تُعيدني فيها بعد ما أخرَجْتَني منها، فيقول له الربُّ: لك رجاؤُكَ، فيدخلان