" وقال: إن في الجنّة لسوقًا ": والمراد به هنا: مجمع يجتمع أهل الجنّة فيه، وقد حَفَّتْ به الملائكة بما لا عين رأَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر، فيأخذون ما يشتهون بلا شراء، وهذا نوع من الإلْتِذَاذ.
" يأتونها كُلَّ جمعة "؛ يعني: في مقدار كل أسبوع.
" فتهب ريحُ الشَّمال " بفتح الشين: جهة تقابل القِبْلَة خصَّها بالذِّكْرِ؛ لأنها ريح المطر عند العرب.
" فتحْثُو "؛ أي: تنثر تلك الريح.
" في وجوههم وثيابهم "؛ يعني: أنواع العطر.
" فيزدادون حُسْنًا وجمالًا فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حُسْنًا وجمالًا "، زيادة حُسْن أهليهم، يجوز أن يكون الهبوب شملهم.
" فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددْتُمْ بعدنا "؛ أي بعد مفارقتنا.
" حُسْنًا وجمالًا "، قيل: زيادة حُسْنِهم تكون بقدر حسناتهم.
" فيقولون: وأنتم والله لقد ازدادتم بعدنا حُسْنًا وجمالًا ".
* * *
٤٣٥٥ - وقالَ: " إنَّ أوَّلَ زُمرةٍ يَدْخُلونَ الجَنَّةَ على صُورَةِ القَمَرِ ليلةَ البَدْرِ، ثُمَّ الذينَ يَلونَهُمْ كَأَشَدِّ كوْكَب دُرِّيٍّ في السَّماءِ إضاءَةً، قُلوبُهُمْ على قَلْبِ رَجُلٍ، لا اخْتِلافَ بينَهم ولا تَبَاغُضَ، لكُلِّ امرِئٍ منهُمْ زَوْجَتانِ مِنَ الحُورِ العِيْنِ يُرَى مُخُّ سُوقِهنَّ مِنْ وَراءِ العَظْم واللَّحْم مِنَ الحُسْنِ، يُسبحُونَ الله بُكْرَةً وعَشِيًّا، لا يَسْقَمُونَ، ولا يَبُولُونَ، ولا يتغوَّطُونَ، ولا يَتْفِلُونَ، ولا يَمْتَخِطُونَ،