٤٧٣٧ - عن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جالِسًا في المَسْجدِ، فسمعْنَا لَغَطًا وصَوْتَ صِبْيَانٍ، فقامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا حَبَشِيَّة تَزْفِنُ والصِّبْيانُ حَوْلَها، فقال:"يا عائِشَةُ! تعالَيْ فانظري"، فجئتُ فَوَضَعْتُ لَحْيَيَّ على مَنْكِبِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إليها ما بينَ المَنْكِبِ إلى رأسِهِ، فقالَ لي:"أَمَا شَبعْتِ؟ أَمَا شَبعْتِ؟ "، فَجَعَلْتُ أقولُ: لا؛ لأَنْظُرَ منزلَتي عِنْدَهُ، إذ طَلَعَ عمرُ، فارفَضَّ النَّاسُ عَنْها، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنِّي لأَنْظُرُ إلى شياطينِ الجِنِّ والإنسِ قد فَرُّوا مِن عُمَرَ"، قالَت: فَرَجَعْتُ. صحيح غريب.
"وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسًا، فسمعنا لَغَطًا"، وهو بفتح اللام والغين المعجمة والطاء المهملة: الصوت العالي، وقيل: صوتٌ وضَجةٌ لا يفهم معناه.
"وصوت صبيان، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا حبشية تزفن" - بسكون الزاء المعجمة وضم الفاء وكسرها -؛ أي: ترقص "والصبيان حولها"؛ أي: حول الحبشية.
"فقال: يا عائشة! تعالي فانظري، فجئت فوضعت لحيي"، واللحْي - بالفتح ثم السكون - مَنبت الأسنان، "على منكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه، فقال لي: أما شبعت" - بفتح الهمزة وتخفيف الميم -، "أما شبعت، فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده، إذ طلع عمر - رضي الله عنه - فارفضَّ الناس عنها"؛ أي: تفرقوا عن تلك الحبشية من هيَبة عمر - رضي الله عنه -.
"فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فَرُّوا من عمر، قالت: فرجعت". "غريب".