" عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ليؤذنْ لكم خياركم"؛ أي: مَنْ هو أكثر صلاحًا وعدالة؛ لأنه يرتفع مكانًا عاليًا مشرفًا على العورات.
"وليؤمكم قراؤكم".
* * *
٨٠٣ - عن مالك بن الحُوَيرِثِ قال: قالَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ زَارَ قَوْمًا فلا يَؤُمَّهُمْ، وَلْيَؤُمَّهُمْ رَجُلٌ مِنْهُمْ".
"وعن مالك بن الحويرث: أنَّه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: من زار قومًا فلا يؤمهم، وليؤمهم رجلٌ منهم"؛ أي: من القوم؛ يعني: صاحب البيت أولى بالإمامة من أضيافه.
* * *
٨٠٢ - وقال أَنسٌ - رضي الله عنه -: إنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَخْلَفَ ابن أُمِّ مَكْتُومٍ يَؤُمُّ النَّاسَ وَهُوَ أَعْمَى.
"قال أنس: إن النبي - عليه الصلاة والسلام - استخلف ابن أم مكتوم"؛ أي: أقامه - عليه الصلاة والسلام - مقامَ نفسه في المسجد في المدينة حين خرج إلى الغزو.
"يؤمُّ الناس وهو أعمى": وقد جاء في بعض الروايات: أنَّه - عليه الصلاة والسلام - استخلفه في ثلاث عشرة غزوة من غزواته، وهذا يدل على جواز إمامة الأعمى، والكراهة إنما هي إذا كان في القوم سليمٌ أعلم منه أو مساوٍ له علمًا.