"معاتبة الله"؛ أي: محاسبةُ الله عبادَه ومجازاتُهم بما يُبدون وما يخفون من الأعمال هو معاتبة الله، وفي "مسند الترمذي": (معاتبة الله)؛ أي: مؤاخذته.
"العبد بما يصيبه" في الدنيا "من الحمى والنكبة"؛ أي: المحنة والأذى، واحدة نكبات الدهر وهي نوازلُه.
"حتى البضاعة" بالجر عطف على ما قبلها، وبالرفع على الابتداء، و (البضاعة) بالكسر: طائفة من مال الرجل.
"يضعها في يد قميصه"؛ أي: كمه.
"فيفقدها فيفزع لها"؛ أي: يحزن لضياع البضاعة فيكون في ذلك كفارةً لذنوبه.
"حتى إِن العبد" - بكسر (إن) - "ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر"؛ أي: الذهب الذي شُوي في النار تشويةً بالغة؛ أي: خالصة.
"من الكبر".
* * *
١١١٨ - عن أبي موسى - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تصيبُ عبداً نَكْبَةٌ فما فوقها أو دونهَا إلا بذنبٍ، وما يعفو الله عنه أكثرُ، وقرأ:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} ".
"عن أبي موسى: أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: لا يصيب عبداً نكبةٌ" تنكيرها للتقليل لا للجنس؛ ليصح ترتيب ما بعدها عليها بالفاء، وهو "فما فوقها"؛ أي: في العِظَم، "أو دونها" في الحقارة.
"إلا بذنب"؛ أي: بسبب ذنبه صدر منه، وتكون تلك المصيبة التي لحقته في الدنيا كفارةً لذنبه.