١٢٠٩ - وعن هشام بن عامرٍ - رضي الله عنه -: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قالَ يومَ أُحُد:"احْفِرُوا، وأَوْسِعُوا، وأَعْمِقُوا، وأَحْسِنُوا، وادفِنُوا، الاثنينِ، والثلاثةَ في قبرٍ واحدٍ، وقدِّموا أكثرَهم قرآناً".
"عن هشام بن عامر: أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال يوم أحد: احفروا وأوسعوا"؛ أي: اجعلوا القبر واسعًا.
"وأَعمِقوا"؛ أي: اجعلوه بعيدَ القعر.
"وأحسنوا"؛ أي: اجعلوه حسنًا بتسوية قعره ارتفاعا أو انخفاضا، وتنقية من التراب، وغير ذلك.
"وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد، وقدموا أكثرهم قرآناً": وهذا يدل على جواز دفن ميتٍ أكثر من واحدٍ في قبر لحاجة، وتقديم الأفضل إلى جدار اللحد؛ ليكون أقرب إلى القبلة.
* * *
١٢١٠ - وقال جابر: لمَّا كانَ يومُ أحدٍ جاءتْ عَمَّتي بأبي لتدفِنَه في مقابرنا، فنادَى منادِي رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رُدُوا القَتْلى إلى مَضاجِعِها".
"وقال جابر: لما كان يوم أُحُدٍ جاءت عمتي بأبي؛ لتدفنه في مقابرنا، فنادى منادي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: رُدُّوا القتلى إلى مضاجعهم"؛ أي: ادفنوهم حيث قُتلوا, ولا تنقلوهم عنها، وكذا حكم غير الشهيد، لا ينُقَل من البلد الذي مات فيه إلى غيره، قيل: هذا كان في ابتداء أُحُدٍ، وأما بعده فلا، رُوي: أن جابرًا جاء بأبيه عبد الله المقتول في أُحُدِ بعد ستة أشهر إلى البقيع ودفنه فيها.