للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كافرة؛ تعليمًا منه للأمة حقوقَ الوالدين والأقارب؛ فإنه لم يترك قضاء حقها مع كفرها.

"فبكى وأبكى من حوله"؛ أي: حتى بكى الذين معه من كثرة بكائه.

وهذا يدل على جواز البكاء عند حضور المقابر.

"فقال: استأذنت ربي في أن أستغفرَ لها، فلم يأذنْ لي"؛ لأنها كانت كافرة، والاستغفار للكافرين لا يجوز؛ لأن الله تعالى لن يغفر لهم أبدًا.

"واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنها"؛ أي: القبور "تذكر الموتَ".

* * *

١٢٤١ - عن بُرَيدَة - رضي الله عنه - قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يُعَلمُهم إذا خَرَجوا إلى المقابرِ: "السلامُ عليكم أهلَ الديارِ من المؤمنينَ والمُسلمينَ، وإنَّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُونَ، نسأَل الله لنا ولكم العافية".

وعنه في روايةٍ: "إنَّا إنْ شاء الله بكم لاحِقُون، أنتم لنا فَرَطٌ ونحن لكم تَبَعٌ، نسأل الله العافية".

"وعن بُريدة - رضي الله عنه - أنه قال: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر: السلام عليكم أهلَ الديار": سمى المقابر دارًا؛ تشبيها بدار الأحياء؛ لاجتماع الموتى فيها.

"من المؤمنين والمسلمين": المراد بالمسلمين: المخلصون لوجه الله تعالى، والذين أسلموا باللسان، ولا يدخلُ الإيمان في قلوبهم، وهذا يدل على أن السلام عليهم كهو على الأحياء، وأنهم يسمعون.

"وإنا إن شاء الله بكم لاحقون": قيل: معناه: لاحقون بكم في الوفاة على

<<  <  ج: ص:  >  >>