للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ مَالِكٌ: لَقِيتُ ابْنَ شِهَابٍ يَوْمًا فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ حَدِيثٍ فِيهِ طُولٌ فَحدثني بِهِ، فَلَمْ أَحْفَظْهُ، فَأَخَذْتُ بِلِجَامِ بَغْلَتِهِ فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَعِدْهُ عَلَيَّ، فَأَبَى، فَقُلْتُ: أَمَا كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ يُعَادَ عَلَيْكَ فَأَعَادَهُ.

وَقَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ بِبِضْعَةٍ وَأَرْبَعِينَ حَدِيثًا، ثُمّ قَالَ: إِيهًا أَعِدْ عَلَيَّ فَأَعَدْتُ عَلَيْهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا وَأَسْقَطْتُ الْبِضْعَةَ فِيهِ، وَفِيهِ رِوَايَةٌ: فَقَالَ الزُّهْرِيُّ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ بَقِيَ أَحَدٌ يَحْفَظُ هَذَا غَيْرِي.

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ: كُنَّا عِنْدَ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فَجَاءَهُ نَعْيُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَسَالَتْ دُمُوعُهُ فَقَالَ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ كَانَ مِنَ الدِّينِ بِمَكَانٍ.

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ، وَمَا أَحَدٌ أَمَنُّ عَلَيَّ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ: لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَنْقَذَنِي بِمَالِكٍ , وَاللَّيْثِ لَضَلَلْتُ.

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْقَلَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ الْبُنَانِيُّ: أُمَنَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِلْمِ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>