للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَمَا أَحَدٌ عِنْدِي بَعْدَ التَّابِعِينَ أَنْبَلُ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَلَا أَحَدَ آمَنُ عَلَى الْحَدِيثِ مِنْهُ.

وَقَالَ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَجْوَدَ حَدِيثًا مِنْ مَالِكٍ.

وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: كَلَّمَنِي رَجُلٌ فِي الْقَدَرِ فَبَلَغَ الْوَالِي، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَسَأَلَنِي عَنْهُ أَفَأَشْهَدُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ.

وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: انْصَرَفَ مَالِكٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَوْمًا وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى يَدَيَّ فَلَحِقَهُ رَجُلٌ يُقَالَ لَهُ أَبُو الْجُوَيْرِيَّةِ كَانَ يُتَّهَمُ بِالْإِرْجَاءِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اسْمَعْ مِنِّي شَيْئًا أُكَلِّمُكَ بِهِ، وَأَحَاجُّكَ وَأُخْبِرُكَ بِرَأْيِي، قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتَنِي؟ قَالَ: اتَّبِعْنِي، قَالَ: فَإِنْ غَلَبْتُكَ؟ قَالَ اتَّبَعْتُكَ، قَالَ: فَإِنْ جَاءَ رَجُلٌ فَكَلَّمْنَاهُ فَغَلَبَنَا؟ قَالَ: اتَّبَعْنَاهُ، قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدِينٍ وَاحِدٍ وَأَرَاكَ تَتَنَقَّلُ.

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ فَقَدْ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ.

قَالَ مَالِكٌ مَا آيَةٌ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَشَدُّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: ١٠٦] .

يَقُولُ اللَّهُ: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>