خَتْمَةً، فَإِذَا صَلَّى الْعَتْمَةَ فِي مَسْجِدِهِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ إِلَى قَرِيبِ الصُّبْحِ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى الْعَمَلِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي الْجَبَلِ: يَارَبِّ إِمَّا أَنْ تَهَبَ لِي مَعْرِفَتَكَ أَوْ تَأْمُرَ الْجَبَلَ أَنْ يَنْطَبِقَ عَلَيَّ فَإِنِّي لَا أُرِيدُ الْحَيَاةَ بِلَا مَعْرِفَتِكَ.
قَالَ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَتَبَ عَنْ سِتِّ مِائَةِ شَيْخٍ، ثُمَّ غَلَبَ عَلَيْهِ الِانْفِرَادُ وَالْخَلْوَةُ إِلَى أَنْ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ بِشَرْطِ التَّصَوُّفِ، وَقَطَعَ الْبَادِيَةَ عَلَى التَّجْرِيدِ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ فَاذَةَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ , يَقُولُ: كُنْتُ بِمَكَّةَ فَكُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ وَأَقُولُ: يَارَبِّ إِمَّا أَنْ تُدْخِلَ مَعْرِفَتَكَ فِي قَلْبِي أَوْ تَقْبِضَ رُوحِي، فَلَا حَاجَةَ لِي فِي الْحَيَاةِ بِلَا مَعْرِفَتِكَ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قَائِلًا يَقُولُ: إِنْ أَرَدْتَ هَذَا فَصُمْ شَهْرًا وَلَا تُكَلِّمْ فِيهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ثُمَّ ادْخُلْ قُبَّةَ زَمْزَمَ وَسَلِ الْحَاجَةَ، قَالَ: فَفَعَلْتُ وَخَتَمْتُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةً، فَلَمَّا انْقَضَى الشَّهْرُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلْتُ قُبَّةَ زَمْزَمَ وَرَفَعْتُ يَدِي وَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَسَأَلْتُ الْحَاجَةَ فَسَمِعْتُ هَاتِفًا مِنَ الْبِئْرِ يَقوُلُ: يَا ابْنَ يُوسُفَ اخْتَرْ مِنَ الْأَمْرَيْنِ وَاحِدًا، أَيُّمَا أَحَبُّ: الْعِلْمُ مَعَ الْغِنَى وَالدُّنْيَا، أَمِ الْمَعْرِفَةُ مَعَ الْقَلْبِ وَالْفَقْرُ؟ فَقُلْتُ: الْمَعْرِفَةُ مَعَ الْقَلْبِ وَالْفَقْرِ، فَسَمِعْتُ مِنَ الْبِئْرِ: قَدْ أُعْطِيتَ قَدْ أُعْطِيتَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute