للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مَعْمَرٌ، أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ: دَخَلْتُ مَكَّةَ فَرَأَيْتُ الْمَشَايِخَ جُلُوسًا بِبَابِ إِبْرَاهِيمَ فَقَعَدْتُ قَرِيبًا مِنْهُمْ فَقَرَأَ رَجُلٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

فَوَقَعَ عَلَى قَلْبِي وَصِحْتُ فَقَالَ الْمَشَايِخُ لِلْقَارِئِ: أَمْسِكْ، ثُمَّ قَالُوا لِي: يَا شَابُّ مَالَكَ صِحْتَ، وَبَعْدُ لَمْ يَقْرَأْ آيَةً؟ فَقُلْتُ: بِاسْمِهِ قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِهِ قَامَتِ الْأَشْيَاءُ، وَكَفَى بِاسْمِ اللَّهِ سَمَاعًا، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: فَقَامَ الْمَشَايِخُ كُلُّهُمْ وَأَجْلَسُونِي وَأَكْرَمُونِي

قَالَ: وَقَالَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا الْقَسْمِ الْجُنَيْدَ , كَانَ يَقُولُ بِفَضْلِهِ، وَكَتَبَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ سَهْلٍ: سَلْ شَيْخَكَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ مَا الْغَالِبُ عَلَيْكَ؟ فَسَأَلَهُ عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: ٢١] .

قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّهُ قَلَّ مَنْ سَمِعَ كَلَامَهُ إِلَّا أَخَذَ بِقَلْبِهِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا لَمْ تَعْرِفْهُ فَكَيْفَ تُحِبُّهُ؟

<<  <  ج: ص:  >  >>