للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَطِيبُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَضِيَّ، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِمَّنْ عَرِفَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ ذَكَرَ عَنْهُ جَهَالَةً قَطُّ، وَكُنْتُ مُلَازِمًا لَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً، فَمَا رَأَيْتَهُ إِلَّا عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَمْ أَرَ مِنْهُ مَا أَنْكَرْتُهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَلَا مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ، بَلْ رَأَيْتُهُ صَائِنًا لِنَفْسِهِ وَدِينِهِ وَمُرُوءَتِهِ.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ أَحْمَدَ الْكَيْلِينِيَّ، يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ، قَالَ: وَمَنْ يَقْوَى عَلَى عِبَادَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ ! لَا أَعْرِفُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ ذَنْبًا.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لَمْ يَدَعْنِي أَبِي أَشْتَغِلُ بِالْحَدِيثِ حَتَّى قَرَأْتَ الْقُرْآنَ عَلَى الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ، ثُمَّ كَتَبْتَ الْحَدِيثِ.

وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ وَيُصَلِّي التَّرَاوِيحَ بِنَفْسِهِ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ دِينَارٍ الدِّينَوَرِيَّ، يَقُولُ: قَدْ رَأَيْتُ مَشَايخَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ شَيْبَةً مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، مُقْبِلًا عَلَى الْعِبَادَةِ مِنْ صِغَرِهِ، وَالسَّهَرِ بِاللَّيْلِ، وَالذِّكْرِ وَلُزُومِ الطَّهَارَةِ، فَكَسَاهُ اللَّهُ بَهَاءً وَنُورًا، فَكَانَ يُسَرُّ بِهِ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ.

قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>