للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قِيلَ: صَبَرَ فِي مِحْنَتِهِ وَلَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَسْجِدِهِ وَمَجْلِسِهِ، وَلَمْ يَتْرُكْ جُمْعَةً وَلَا جَمَاعَةً، وَلَا تَسَتَّرَ الْعِلْمَ وَالتَّصْنِيفَ، وَتَعْلِيمَ الْخَيْرِ حَتَّى مَحَقَهُمُ اللَّهُ.

قِيلَ: مَاتَ مِنْ رُؤَسَاءِ أَعْدَائِهِ الْمَذْكُورِينَ أَرْبَعِ مِائَةٍ فِي حَيَاتِهِ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ وَقْتَ الْمِحْنَةِ بِالْخُرُوجِ، فَقَالَ: هَا هُنَا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ تَنْكَسِرُ قُلُوبُهُمْ وَيُسْتَوْحَشُونَ وَلَكِنْ نَصْبُرُ.

وَقَالَ: كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذَّهْلِيُّ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ: اصْبِرْ فَإِنَّ لِلْبَاطِلِ جَوْلَةً ثُمَّ يَضْمَحِلُّ.

قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كُنَّا جَمَاعَةٌ يَوْمًا فِي مَسْجِدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ عِنْدَهُ فَتَذَكَّرُوا شِدَّةَ مِحْنَتِهِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمَ كَذَا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَقْتَ كَذَا.

فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: كُنْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ إِذْ جَاءَنِي إِنْسَانٌ، فَقَالَ لِي: خُذْ حَذَرَكَ فَإِنَّهُمْ قَدْ جَلَسُوا لَكَ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعٍ، فَأَخَذُوا عَلَيْكَ الطَّرِيقَ يُرِيدُونَ نَفْسَكَ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَالْجَامِعُ نَاءٍ عَنِ الْبَلَدِ مُنْقَطِعٌ عَنْهُ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ فَرَسًا أَيَّامَ الزَّعْفَرَانِيِّ وَأَصْحَابِهِ يَكُونُ أَسْرَعَ لِنَجَاتِهِ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي أَيُّ طَرِيقٌ آخُذُ؟ وَكَانَ ثَلَاثَةُ طُرُقٍ، فَاسْتَخَرْتُ اللَّهَ، وَذَكَرْتُ خَبَرًا يَرْويِهِ الْحَسَنُ يَرْفَعُهُ، أَنَّ مَنْ قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ إِذَا سَلَّمَ وَهُوَ ثَانٍ إِحْدَى رَجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَعْطِفَهُمَا أَوْ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سَبْعًا وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سَبْعًا وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>