النَّاسِ سَبْعًا حَفِظَهُ اللَّهُ إِلَى مِثْلِهَا.
ثُمَّ خَرَجْتُ وَرَكَبْتُ فِي الطَّرِيقِ مِنْ بَابٍ يُسَمَّى بَابَ الْجِهَادِ، بَابَ قَزْوِينَ وَتَبِعَنِي غُلَامِي سِيَّمَا، وَجَمَاعَةٌ نَحْوَ خَمْسَةِ أَنْفُسٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ بَابَ الْجِيلَانِيِّ إِذَا الْجَمَاعَةُ قَدْ خَرَجُوا عَلَيَّ مِنْ مَوَاضِعٍ كَانُوا مُتَكَمِّنِينَ فِيهَا بِالسِّلَاحِ يُرِيدُونَنِي، فَاشْتَغَلَ بِهُمْ بَعْضُ مَا كَانَ مَعِي، وَحَرَّكْتُ الدَّابَةَ، وَبَقِيَ مَعِي غُلَامِي، سِيَّمَا، وَآخَرُ حَتَّى بَلَغْتُ دَرْبَ الْمَصْلَى، فَخَرَجَ مِنْ وَرَاءِ الدَّرْبِ جَمَاعَةٌ بِالسَّكَاكِينِ وَالسِّلَاحِ يُرِيدُونَنِي، فَحَرَّكْتُ الدَّابَةَ وَخَرَجُوا خَلْفِي.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ الْعَطَّارُ وَكَانَ مَعَ الشَّيْخِ يَوْمَئِذٍ أَنَّ أَحَدَهُمْ لَقِيَ الشَّيْخَ، وَأَشَارَ بِالسِّكِّينَ قَاصِدًا إِلَيْهِ فَضَرَبَ السِّرْجَ وَلَمْ يُصِبِ الشَّيْخَ وَلَا الدَّابَّةَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَنَجَوْتُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا صِرْتُ فِي وَسَطِ الْخَنْدَقِ، وَفِيهِ مَسْجِدٌ صَغِيرٌ خَرَجَ عَلَيَّ مِنَ الْمَسْجِدِ نَحْوَ ثَلَاثِينَ نَفَسًا بِالسِّلَاحِ يُرِيدُونَنِي وَأَنَا وَحْدِي فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، فَجَاءَ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ فَتَعَلَّقَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ بِرِجْلِي الْيُسْرَى وَآخَرُ بِرِجْلِي الْيُمْنَى وَآخَرُ بِلِجَامِ الدَّابَّةِ، فَضَرَبْتُ الْمُتَعَلِّقَ بِرِجْلِي الْيُسْرَى بِالْمِقْرَعَةِ، فَتَنَكَّسَ فِي الْخَنْدَقِ، وَقَرَعْتُ الْمُتَعَلِّقُ بِلِجَامِ الدَّابَّةِ بِالْمِقْرَعَةِ، وَحَرَّكْتُ الدَّابَّةَ، فَانْفَرَجُوا عَنِّي، فَأَخَذْتُ طَرِيقَ الطَّبَرِيِّينَ إِلَى الْمَنْزِلِ فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الْمَنْزِلِ رَآنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ الزَّعْفَرَانِيِّ، فَقَالَ لِي: يَا كَافِرُ أَنْتَ بَعْدُ تَعِيشُ، حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى قُرْبِ مَنْزِلِي، وَقَدِ اتَّصَلَ الْخَبَرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute