للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الدَّقِّيَّ، يَقُولُ: كَلَامُ اللَّهِ إِذَا أَضَاءَ عَلَى السَّرَائِرِ بِإِشْرَاقِهِ أَزَالَتِ الْبَشَرِيَّةُ بِرَعُونَاتِهَا.

قَالَ: وَسَمِعْتُ الدَّقِّيَّ، يَقُولُ: مَنْ عَرِفَ رَبَّهُ لَمْ يَنْقَطِعْ رَجَاؤُهُ، وَمَنْ عَرِفَ نَفْسَهُ لَمْ يُعْجَبْ بِعَمَلِهِ، وَمَنْ عَرِفَ اللَّهَ لَجَأَ إِلَيْهِ، وَمَنْ نَسِيَ اللَّهَ لَجَأَ إِلَى الْمَخْلُوقِينَ، وَالْمُؤْمِنُ لَا يَسْهُو حَتَّى يَغْفَلَ فَإِذَا تَفَكَّرَ حَزَنَ وَاسْتَغْفَرَ.

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ الْيَمَانِيُّ، أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الزَّنْجَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمَنْبَجِيُّ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ شِبْلًا الْبَغْدَادِيَّ، يَقُولُ: " أَهْدَانِي ابْنُ أَبِي دَلَفٍ لِلْمُعْتَضِدِ وَأَنَا صَبِيٌّ، وَكُنْتُ عَلَى رَأْسِهِ وَاقِفًا وَبَيْنَ يَدِيهِ غِلْمَانٌ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ لِحَاجَةٍ بِعَيْنِهَا، فَإِذَا أَرَادَ حَاجَةً أَشَارَ إِلَى الْغُلَامِ فَعَلِمَ مَا يُرِيدُ مِنْهُ فَيَجِيءُ بِهِ، وَكَانَ بَيْنَ يَدِيهِ غُلَامٌ خَادِمٌ جَمِيلُ الْوَجْهِ وَفِي رِجْلَيْهِ حَمْشَكٌ بِالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، فَنَظَرَ الْمُعْتَضِدُ إِلَيْهِ وَالْغُلَامُ مَشْغُولٌ يَنْظُرُ إِلَى الْحَمْشَكِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ، قَالَ: فَفِي الثَّالِثَةَ قَامَ إِلَيْهِ وَفِي يَدِهِ سِكِّينَةٌ فَغَرَزَهَا فِي فُؤَادِهِ، فَمَاتَ الْغُلَامُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نُدَمَائِهِ مِمَّنْ يَأْنَسُ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْقِفِ، وَأَنْتَ عَلَى الطَّعَامِ، أَحَلَلْتَ بِهِ هَذَا الْمَحَلَ! فَقَالَ: هُوَ بَيْنَ يَدِي، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى حَمْشَكِ نَفْسِهِ ".

قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الدَّقَّاقَ، يَقُولُ: «ثَمَنُ هَذَا الطَّرِيقِ رُوحُ الْإِنْسَانِ» ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: «هَذَا الْأَمْرُ لِأَقْوَامٍ كَنِسُوا بِأَرْوَاحِهِمُ الْمَزَابِلَ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>