قَالُوا: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ بَصَّرَ الْبَصْرَةَ.
كَتَبَ الْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنِّي نَزَلْتُ أَرْضَ بَصْرَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِذَا أَتَاكَ كِتَابِي، فَاثْبُتْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي، فَبَعَثَ عُتْبَةَ بْنَ غَزْوَانَ مُعَلِّمًا وَأَمِيرًا، فَغَزَا الْأُبُلَّةَ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عُمَيْرٍ: وَشُوَيْشُ الْعَدُوِّ بِأَنْ قَالَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا إِلَى أَقْصَى أَرْضِ الْعَرَبِ، وَأَدْنَى أَرْضِ الْعَجَمِ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الْمِرْبَدَ وَلَا مِرْبَدَ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا هِيَ الْحِجَارَةُ الْبِيضُ الْكِذَانُ، قَالَ: هَاهُنَا أُمِرْتُمْ.
قَالَ: وَجَاءَ صَاحِبُ الْفُرَاتِ فِي أَرْبَعَةِ أَلْفٍ فَقَالَ: مَا هُمْ إِلَّا مَا أَرَى، فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ فَقُتِلُوا غَيْرُ صَاحِبِ الْفُرَاتِ، وَرُفِعَ لِعُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ مِنْبَرٌ، فَقَالَ: إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَذِنَتْ بِصَرْمٍ وَوَلَّتْ حَذَّاءً، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صَبَابَةٌ كَصَبَابَةِ الْإِنَاءِ، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ قَرَارٍ، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ عَامًا، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ يَوْمٌ وَهُوَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute