للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَظِيظٌ مِنَ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ صَخْرَةً لَوْ هَوَتْ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ هَوَتْ سَبْعِينَ خَرِيفًا، أَفَعَجِبْتُمْ لتملأن، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، وَإِنِّي لَسَابِعُ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقَ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرَحَتْ أَشْدَاقُنَا، وَأَصَبْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، فَمَا مِنْ أُولَئِكَ السَّبْعَةِ إِلَّا أَمِيرٌ عَلَى مِصْرٍ، أَلَا وَإِنَّكُمْ سَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي.

وَفِي رِوَايَةٍ: وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَفِي أَنْفُسِ النَّاسِ صَغِيرًا، وَسَتُجَرِّبُونَ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي.

قَالَ الْحَسَنُ: فَجَرَّبْنَاهُمْ فَوَجَدْنَاهُمْ أَنْتَانًا.

قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ: الْحَذَّاءُ: السَّرِيعَةُ، وَالصَّبَابَةُ: الْبَقِيَّةُ، وَالْمَصْرَعَانِ: زَوْجَانِ مِنَ الْباب، وَالْكَظِيظُ: الْمُمْتَلِئُ، وَهَوَتْ: سَقَطَتْ، وَالْكَذَّانُ: الْحِجَارَةُ الرِّخْوَةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>