وَفَضْلا.
وَيُقَالَ: هُوَ مِمَّنْ أَصْلَحَ بَيْنَ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، مَا سَمِعَ الْأَذَانَ فِي أَهْلِهِ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَكَانَ يَحْضُرُ الْمَسْجِدَ قَبْلَ الْأَذَانِ، فَلَمَّا بُويِعَ عَبْدُ الْمَلِكِ وَبَايَعَ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَخَذَ الْبَيْعَةَ مِنَ النَّاسِ أَبَى ذَلِكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَلَمْ يُبَايِعْهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدٍ الْقَارِئُ: إِنَّكَ تُصَلِّي بِحَيْثُ يَرَاكَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، فَلَوْ غَيَّرْتَ مُقَامَكَ حَتَّى لَا يَرَاكَ، وَكَانَ هِشَامٌ وَالِيًا عَلَى الْمَدِينَةِ لِعَبْدِ الْمَلِكِ، فقَالَ سَعِيدٌ: إِنِّي لَمْ أَكُنْ أُغَيِّرُ مَقَامًا قُمْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: فَتَخَرُجَ مُعْتَمِرًا، فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ لَأُجْهِدَ بَدَنِي وَأُنْفِقَ مَالِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ فِيهِ نِيَّةٌ، قَالَ: فَتُبَايَعْ إِذَنْ، فَأَبَى أَنْ يُبَايِعَ، فَكَتَبَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ، فَكَتَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَيْهِ: مَا دَعَاكَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , مَا كَانَ عَلَيْنَا مِنْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ , فَإِمَّا إِذْ فَعَلْتَ فَادْعُهُ، فَإِنْ بَايَعَ وَإِلَّا فَاضْرِبْهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَوْقِفْهُ لِلنَّاسِ.
فَدَعَاهُ هِشَامٌ فَأَبَى، وَقَالَ: لَسْتُ أُبَايِعُ لِاثْنَيْنِ فَضَرَبَهُ ثَلَاثِينَ سَوْطًا وَأَمَرَ فَطِيفَ بِهِ حَتَّى بَلَغُوا بِهِ الْحَنَّاطِينَ ثُمَّ رَدَّهُ، وَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute