للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فِي لَيْلَةٍ أَضْحِيَانَ وَأَظُنُّ أَنِّي قَدْ أَصْبَحْتُ فَإِذَا اللَّيْلُ عَلَى حَالِهِ، فَقُمْتُ أُصَلِّي فَجَلَسْتُ أَدْعُو، فَإِذَا هَاتِفٌ يَهْتِفُ بِي خَلْفِي: يَا عَبْدَ اللَّهِ قُلْ، قُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَمَا تَشَاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُنْ.

قَالَ سَعِيدٌ: فَمَا دَعَوْتُ بِهَا لِشَيْءٍ قَطُّ إِلَّا رَأَيْتُ نُجْحَهُ.

وقَالَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: دُعِيَ سَعِيدٌ إِلَى الْبَيْعَةِ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بَعْدَ عَبْدِ الْمَلِكِ , فقَالَ: لَا أُبَايِعُ اثْنَيْنِ مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، فَقِيلَ: ادْخُلْ مِنَ الْبَابِ وَاخْرُجْ مِنَ الْبَابِ الْآخَرِ، قَالَ: وَاللَّهِ لَا يَقْتَدِي بِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَجُلِدَ مِائَةً وَأُلْبِسَ الْمُسُوحَ، وَلَمَّا جُرِّدَ لِيُضْرَبَ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ: إِنَّ هَذَا لَمَقَامُ خِزْيٍ، فقَالَ سَعِيدٌ: مِنْ مَقَامِ الْخِزْيِ فَرَرْنَا.

وَقَالَ ابْنُ حَرْمَلَةَ: مَا كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَ سَعِيدًا عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>