للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ مَالِكٌ: لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ جُنَّ مَالِكٌ لَلَبِسْتُ الْمَسُوحَ وَوَضَعْتُ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِي أُنَادِي فِي النَّاسِ مَنْ رَآنِي فَلَا يَعْصِي رَبَّهُ.

وَقَالَ مَالِكٌ: كُلُّ جَلِيسٍ لَا يَسْتَفِيدُ مِنْهُ خَيْرًا فَاجْتَنِبْهُ.

وَقَالَ: إِذَا تَعَلَّمَ الْعَبْدُ الْعِلْمَ لِيَعْمَلَ بِهِ كَسَرَهُ عِلْمُهُ، وَإِذَا تَعَلَّمَهُ لِغَيْرِ الْعَمَلِ زَادَهُ فَخْرًا.

وَدَخَلَ يَوْمًا دَارَ الْخَرَاجِ يَنْظُرُ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الْكِبَارِ قَدْ وَضَعَ الْكَبْلَ فِي رِجْلِهِ، فَبَيْنَا هُوَ يَنْظُرُ إِذْ أَتَى بِطَعَامِهِ فَوَضَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ مَالِكٌ يَتَعَجَّبُ مِنْ أَكْلِهِ وَمِمَّا هُوَ.

فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ كُلْ يَا أَبَا يَحْيَى , قَالَ: أَخَافُ إِنْ أَكَلْتُ مِثْلَ هَذَا أَنْ يُوضَعَ فِي رِجْلِي مِثْلَ هَذَا.

وَقَالَ مَالِكٌ لَا وَالْمُنَافِقُ حَتَّى يَصْطَلِحَ الذِّئْبُ وَالْحَمَلُ.

وَقَالَ: مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ اللُّؤْلُؤَةِ أَيْنَمَا كَانَتْ كَانَ حُسْنُهَا مَعَهَا يَصْطَلِحُ الْمُؤْمِنُ وقَالَ: كَانَ الأَبْرَارُ يَتَوَاصَوْنَ بِثَلَاثٍ: سَجْنُ اللِّسَانِ، وَكَثْرَةُ الِاسْتِغْفَارِ، وَالْعُزْلَةُ.

وَقَالَ: مَا مِنْ خَطِيبٍ يَخْطُبُ إِلَّا عُرِضَتْ خُطْبَتُهُ عَلَى عَمَلِهِ، فَإِنْ كَانَ صَادِقًا صَدَقَ، وَإِنْ كَانَ كَاذِبًا قُرِضَتْ شَفَتَاهُ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ، كُلَّمَا قُرِضَتَا نَبَتَتَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>