للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتعليق تعليق البخارىّ مبدع … فليس يجارى في الذي هو يصنع

وتقسيمه فيما حواه كتابة … إصابة تمييز الصحابة أبدع

وتهذيب تهذيب الكمال كماله … شهير كمثل الشمس في الأفق تلمع

وتطريقه للعشرة الكتب روحه … بوسط سماء الحفظ يرعى ويرتع

وديوانه للشعر فيه عجائب … لها فوق متن الفرقدين تفرّع

ثلاثون سفرا هذه الستة ارتقت … كبارا، وذو الإكرام يعطى ويمنع

وكم من تصانيف له طال حصرها … عليّ، وموج البحر لا يتجمّع

وقد طال نظمى قاصرا عن مقاصدى … وباعي ضئيل عن مقامك يدفع

فيا شيخ لسلام اغتفر لي فإنّه … بفكرى ردئ ضيق، وعفوك أوسع

ودم في علاء آخر الدهر سرمدا … وكن في هناء دائما نتمتع

*** وكتب (٣٥٩) على حواشي نسخته لطبقات الفقهاء للقاضي تاج الدين السبكي زيادات كثيرة جدا، نقلها صاحبنا القطب الخيضرى، وكتب طبقات افتخر فيها بالزيادة على السبكي. وغالب زياداته من تلك الحواشى ولم يعزها- أو أكثرها-إلى مقيّدها.

وهذه المصنفات-كما ترى-يضيق الزمان عن نسخها فكيف بتصنيفها، لكن أعانه الله على ذلك بنيّة جميلة وهمة عليّة وبنية قوية، وبدن صحيح، وسمع شديد، وبصر حديد، ورأى سديد، وكتابة سريعة، وفكر صقيل، وحفظ جليل، وكتب لم تجتمع لغيره (٣٦٠) ولا قريب منها، فكلها تزيد-ملكا ووقفا (بما في مدرسة (٣٦١) محمود التي إليه أمر خزانتها) -على عشرة آلاف


(٣٥٩) أمامها في هامش تونس «تذييل على طبقات السبكي».
(٣٦٠) أمامها في هامش تونس «كثرة كتبه في مكتبته».
(٣٦١) أنشأ جمال الدين محمود بن علي الأستادار المدرسة المحمودية في سنة سبع وتسعين. ويقول المقريزي إنه رتب بها درسا وعمل فيها خزانة كتب. ولا يعرف اليوم بديار مصر والشام مثلها وهي باقية إلى اليوم وتقع هذه المدرسة بخط الموازين خارج باب زويلة تجاه دار القردمية ويشبه أن موضعها كان في القديم من جملة الحارة التي كانت تعرف بالمنصورية.
وهذه المدرسة من أحسن مدارس مصر-كما جاء في خطط المقريزي ج ٤ ص ٢٤٢، كما أنها تعرف بجامع الكردي كما ورد في الخطط الجديدة ج ٦ ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>