للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالعلم والحلم اشتهرت فقل لنا … هل أنت أحمد عصرنا أم أحنف (٣٧٩)

وبحسن خلقك حيث (٣٨٠) راح موطأ … أصبحت فينا مالكا تتصرف

أم نقش خاتم نقش خاتم كفكم … بهما الجناس يروق وهو مصحّف

يا حافظ الاسلام من لدد ومن … نزعات خصم كيده مستضعف

لك منطق جزل، رصين اللفظ لا … متكلف لسنا ولا متعسّف

برد بسفساف الكلام إذا انتضى … حد لنحلة حائد يتفلسف

ما زلت تحمى شرع سنّة أحمد … وبه تذبّ عن الحديث وتصرف

حتّى أعدت الحقّ أبيض أبلجا … لسنا (٣٨١) يكاد البرق منه يخطف

وقفوت أثار الرجال فلم تدع … لهمو طريقا فيه ما يتخوّف

وبمجلس الإملاء كم أسمعتنا … دررا بها أذن الرّواة تشنّف

وإذا أتيت بطرفة شهد الورى … حقا بأنك يا إمام مطوّف

و «بنخبة الفكر» انتخبت طريقة … غرّاء يعرف فضلها من يعرف

و «بفتح باريك» اعتنيت فكلهم … من فيض فضل علومكم يتلقّف

وعنيت بالذهبىّ في ميزانه … بالنقد فيما بهر جوه وزيّفوا

حركت فيه لسان علم مصلتا … كالسّيف يرهبه الحسام المرهف

لا غرو أن يقضى بقطع نزاعهم … فاللفظ عضب واليراع مثقّف

يا شيخ لسلام الذي أفكاره … أبدا بها شمل العلوم مؤلّف

من بحر جودك قد نظمت قصيدة … زهر البلاغة من حلاها يقطف

حاكت بصنعاء القريض برودها … وأتت تجر المرط وهو مفوّف


(٣٧٩) يقصد الشاعر بذلك الأحنف بن قيس، التميمي الأب، الباهلي الأم الذي عرف بالحلم واشتهر به، وقد قيل إنه أدرك النبي ولكن لم يره، وكان مشهورا إلى جانب حلمه بالعقل وحسن السمت. وفي تاريخه أنه اعتزل الحرب بين على وعائشة في واقعة الجمل وأنه شارك في صفين مع الإمام على وكانت وفاته بالكوفة سنة سبع وستين: انظر ابن الأثير: أسد الغابة ١/ ٧٧، ترجمة رقم ٥١.
(٣٨٠) هذه الكلمة ساقطة من السليمانية.
(٣٨١) في السليمانية وتونس «بسنا».

<<  <  ج: ص:  >  >>