للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في جميع جسده فتكسب جميع أعضائه قوى من قوى النبي ، فيورثه ذلك غاية القوة في البدن والقلب، وتكسبه نهاية الشهامة والشجاعة، فلا ينقاد لمن هو دونه بعد ضعف العدل وقلة ناصره لتمكن الظلم وكثرة أعوانه، فيحصل له ما أشار إليه من تلك الحروب الهائلة، وينتهك (٤٣٨) بها مع حرمته حرمة البيت العتيق فيقتل، فويل له من الناس لقتلهم إياه وانتهاك حرمته ويلا أخرويا.

وأما مالك بن سنان فإنه أزد رد مصة من الجرح الذي في وجنته الشريفة، وهو أقل من دم الحجامة، وكأنه علم أنه يقتل في ذلك اليوم فلم يبق له شيء من أحوال الدنيا يخبره به فأعلمه بما هو الأهم له فلم يمش الّا وقد وجد ما وعد به ويلقى بأنواع المسرات».

*** ومنها أنه سئل عن الجمع بين الحديث الذي في صحيح ابن حبّان في قصة عجوز بني إسرائيل، وفيه أنها دلت موسى على الصندوق الذي فيه عظام يوسف ، فاستخرجه وحمله معهم عند قصدهم الذهاب من مصر، وبين الحديث الذي فيه أنّ الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، على تقدير تعادلها، فقال: «يجمع بأن العظام ذكرت والمراد بها جميع البدن من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل» قلت: وتكون الحكمة فيه أن الجسد لما لم يكن فيه الروح في تلك الحالة عبّر عنه بالعظام التي من شأنها عدم الاحساس، أو أن يكون هذا باعتبار ظن تلك العجوز أنه لا فرق بين أبدان الأنبياء وسائر الناس في البلى (٤٣٩)، والله أعلم.

ومنها أنى سألته عند قراءة الحديث الذي في مسند (٤٤٠) ابن سرهند من حديث حذيفة في فتنة الدجال وفي آخره، قلت فما يكون بعد ذلك، قال:

«لو أن رجلا نتج فرسا له لم يركب ولدها حتى تقوم الساعة، فسألته عن مدة


(٤٣٨) وردت هذه العبارة في السليمانية على الصورة التالية «وينتهتك بها حرمته حرمة البيت العتيق».
(٤٣٩) في تونس «البلاء»، وفي السليمانية «البلا».
(٤٤٠) في السليمانية وتونس «مسند» ثم كلمة غير مقروءة، ثم من «شرهد» بدلا من ابن سرهند.

<<  <  ج: ص:  >  >>