للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إقامة عيسى في الأرض من بعد الدجال فقال: «أقلّ ما قبل منها سبع سنين» فقلت: والساعة لا تقوم على من يقول: الله، والوصول إلى ذلك الحد يحتاج بحسب العادة إلى زمن طويل بعد عيسى فما الجمع بين ذلك وبين ظاهر هذا الحديث في الدلالة على قرب قيام الساعة من مقتل الدجال هذا القرب العظيم؟

فقال: «كان الصحابة يعرفون أن عيسى يقتل الدجال وأنه يقيم بعده، ويعرفون جميع أحواله لكثرة ما كان النبي وسلم يحذرهم من الدجال ويقصّ عليهم من أخباره، فالظاهر أن قول حذيفة «فما يكون بعد ذلك».

سؤال عمّا بعد أمر الدجال وما يتعلق به ويتبعه من زمن عيسى ، وهذا جواب بديع.

ومنها أنّا لما سمعنا عليه صحيح ابن خزيمة فمر الحديث الذي فيه يؤمهم من الصبح حتى طلعة الشمس، وقول النبي بعد الصلاة صلوها الغد لوقتها، وقول ابن خزيمة في معناه ان هذا أمر استحباب لا أمر إيجاب لقوله من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، ففهم أن المراد إعادة هذه الصلاة التي كانت وقت الصبح من الغد فقال شيخنا:

«عندي تأويل أحسن من هذا، وهو أن النبي لما قال لهم «لا صبر» خشي أن يظنوا أو [يظن] أحد منهم أن وقتها الأول نسخ إلى الوقت الذي صلّوها فيه بعد طلوع الشمس أو يواظبوا على فعلها، ولا سيما مع معرفتهم أنّ فعل النبي «فنفى» عنهم هذا الاحتمال. فكأنه قال إذا جاء وقت هذه الصلاة الذي كنتم تصلونها فيه فصلوها فيه ولا تؤخروها إلى هذا الوقت الذي صليناها فيه اليوم»، فإن الأول لم ينسخ.

ومنها إنه قيل له ما ذكره (٤٤١) بعض العلماء من أنّ الغنىّ الشاكر أفضل من الفقير الصابر، لأنّ الأوّل وافق صفتين من صفات الله تعالى وهما


(٤٤١) بعد هذا كلمة «دعه» في السليمانية، و «أودعه» في تونس ولم نعرف المقصود ولا موضعا لها فحذفناها.

<<  <  ج: ص:  >  >>