للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

روعيت خواطر الورثة فزيد في مدتها إلى حد لا صبر للنساء فوقه لئلا يحصل لهم مشقة بتزويج امرأة متوفّاهم، واقتصر على ذلك بألا يزداد ضررها لأنه نقل أنّه لا صبر للنساء بعد ذلك، ولأن هذه المدة لها مدخل في العلم باشتغال الرحم وبرئه لأنها المدة التي تنفخ في الولد الروح فيها لأنه يكون نطفة أربعين يوما، ثم علقه مثل ذلك، ثم مضغة مثل ذلك، ثم ينفخ فيه الروح فيظهر الحمل، قيل هذا المذكور أربعة أشهر: مائة وعشرون يوما فلم زيدت عشرة أيام فقال شيخنا لأنه ربما نقصت الأشهر أربعة أيام فتبقى مائة وستة عشر يوما فزيدت أربعة احتياطا وجبرت بأقرب المعقود إليها وهي العشرة.

وإن حسبنا على ما في صحيح مسلم في بعض الطرق ازداد الأمر وضوحا لأن فيه تقدير كلّ مدة من الثلاث باثنين وأربعين يوما فتزداد الأيام ستة فتكون الجملة مائة يوم فتزداد الأيام ستة فتكون الجملة مائة يوم وستّة وعشرين يوما، وزادها الشارع أربعة لاحتمال توالى نقص الأشهر، فتلك عشرة تتمة أربعة أشهر وعشر.

وهذا ما حضرني الآن من أمثال هذا، وقد علقت عنه كثيرا نظمته في سلك مظانّه فهو منثور في خلال مصنفاتى ومنتقياتى من مسموعاتى، وسأفرده إن شاء الله تعالى في جزء أسميه «قدح الفكر وتنوير البصر، بأجوبة الشهاب ابن حجر».

*** وحدثنا بعجائب منها أنه سئل عن ورود الحديث في أن ما يقبل في حصى الجمار رفع، فقال: نعم، ورد، وأنا شاهدت من ذلك العجب، كنت أتأمل فأراهم يرمون كثيرا ولا أرى يسقط منه إلى الأرض إلّا يسير جدا».

ومنها أنه قال: كان صلاح الدين (٤٤٦) يوسف بن السلطان الملك الناصر أحمد صاحب الحصن فاضلا عالما ذكيا جدا زاهدا.


(٤٤٦) صلاح الدين يوسف بن السلطان الناصر أحمد صاحب الحصن، انظر ابن حجر: إنباء الغمر بأنباء العمر ج ٣/ص ١٢٤ تحقيق حسن حبشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>