للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كنت تجاة الصالحية عند دكان البطيخي دست على قشرة بطيخة فعلا من تحتها من ذلك الطين الخبيث الريح، والحمأة (٥٦١) الرقيقة التي تجتمع من عفونات القشور وغيرها بتراب من داخل، فأصاب سراويلى وبطني وباطن ثيابي حتى انتهى إلى ذقنى، فزاد غيظي واستمريت راجعا، فلما حاذيت مسجد الفجل إذا شخص أمامى على رأسه دست فخفت أن يزيدني سخاما فالتفت فإذا شخص ورائي ومعه حطب، فخفت أن يحرق بعض ثيابي ويضايق ما بينها، فتزايد وجلى وتحيّرت في أمرى فاضطربت رجلاى، فضربت فردة القبقات اليمنى والفردة اليسرى بزّ رجلي اليمنى، فأدمتاهما، وانتزت إحداهما بدرج حتى وقعت داخل كانون الطبّاخ، فتصايح الناس، فاتوا بها فأخرجوا القبقابة تلتهب نارا فدفعت إليهم الأخرى وذهبت، فأحضر لي بعض الناس قبقابا زحّافا فلبسته وتوصلت به إلى بيتي.

ولما فرغ من هذه الحكاية قال:

«ان كثيرا من الناس يظنّون أنى صنعتها لكثرة غرائبها»، ثم حلف بالله جهد يمينه أنها وقعت له برمّتها، وما اخترعها.

*** وأراه بعض أصحابه بيتين مواليا لا يعرف قائلهما فيهما التزامات كثيرة، وهي أنه إذا اخذ من كل قفل من الأقفال الأربعة شطرة اجتمع من ذلك بيتان (٥٦٢) من بحر المجتث، ثم يتهجى حروف بيتي المجتث فيكون بيتين مواليا، ومع ذلك فعدد أحرف كل بيت عشرة فقط، وادعى أن ذلك لا يقدر عليه أحد، وهما:

تقول سيبك منى يا شقيق البدر … تقول: خدعتنى بالخنا والغدر

وكان ظنّك إنّي يا جليل القدر … يكون ذلك منى عند ضيق الصدر


(٥٦١) الحمأة: أو الحماة في اللغة: الطين الأسود المنتن. راجع لسان العرب مادة «حمأ».
(٥٦٢) في السليمانية وتونس «بيتين».

<<  <  ج: ص:  >  >>