للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهزت العلياء تيها عطفها … لما ترقى من ذراها مقعدا

حديقة الفضل به قد أينعت … وأنعشت من راحتيه بالندى

لا بلغت حساده منا همو … وكل كبش منهم له فدا

هم شياطين فمن تمرد منهمو … يجد له شهابا رصدا

قد خبثوا ذاتا ومعنى والذي … يخبث لا يخرج إلا نكدا

يا من غدا يقيسه بغيره … ويحك لا تعث في الأرض مفسدا

هل تجعل الناقة كالبراق أو … هل صالحا (٥٧٢) في المجد مثل أحمدا

ودع فاعلا قد كان مفعولا به … وأفعل التفضيل صله أبدا

وأن يضارعه امرء في فضله … له المضارع اجعلن مسندا

لا ترج الا من تسامى قدره … ولازم الصدر وكن (٥٧٣) لي منجدا

رفيع قدر لا يزال قدره … على الذي في رفعه قد عهدا

من زاره يخلد في إنعامه … فرده خالدا وقبّل اليدا

نواله قبل السؤال واصل … فلا ترى لسائليه موعدا

فسل ما شئت من جود ومن … علم ترى بحرا خضما مزبدا

لم يحل عقد مجلس إن لم يكن … يوما يشهد فضله منعقدا

أشجع من في حرب بحث ينتضى … للخصم من لسانه مهندا

مهذب بدر عقد نظمه … جيد الزمان قد غدا مقلدا

لوقيس بيت من بديع شعره … بكل ديوان لكان مفردا

يطرب ألباب الجفاة لفظه … كأنما تسمع منه معبدا

ما للمعالى من علاه مصدر … يوما، ولا اختارت سواه موردا

فلفظه العسجد في علوه … لو أنّ لفظا يستحيل عسجدا

يا سيدا بفضله وببذله … صيّر أحرار البرايا أعبدا

العبد قد أهدى إليك مدحة … وربما يهدى إلى البحر الندى

تصغر عن قدرك الا أنها … رضا لأحباب، وغيظ لعدا

أبت رجلا إلا عليك بكرها … إذ لم تجد غيرك كفوا أحدا

لا زلت ترقى رتب المجد الذي … إذا تدانى كاد يعلو الفرقدا

ولا برحت للأيام ملجأ … ومنجى، وللعفاة مقصدا


(٥٧٢) المقصود هنا على الأرجح صالح البلقيني.
(٥٧٣) في النسخ «ولازم الصدر كمن لي منجدا».

<<  <  ج: ص:  >  >>