للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشدنا الشهاب الهائم لنفسه يوم الجمعة رابع شوال سنة خمسين وثمانمائة بمنزله قرب مدرسة شيخون بالقاهرة:

عجبت لقلبى كيف أمسى يخوننى … ويصبو إلى من بالصدود يروعه

إلام يطيع القلب من لا يطيعه … ويحفظ من أحبابه من يضيعه

إلا أيها القلب الذي طال شوقه … وعز تسلّيه وزاد ولوعه

أمالك في صدري محل؟ أما انحنت … عليك من الصب الكئيب ضلوعه

فحسبك ميل نحو من ألف النوى … وشطت به أطلاله وربوعه

حبيب: ولكن الأعادى دونه … مليح: ولكن ساء منه صنيعه

غزال: ولكن قلّ منه التفاته … هلال: ولكن عز منه طلوعه

سأدعوا الهى سائلا حسن لطفه … لعل دعائي أن يجيب سميعه

ويصبح قلبي والسلو خليله … ويمسى لحظّى والمنام ضجيعه

*** قال، وأنشدناه في اليوم المذكور بمنزله:

تناثر الزهر إذ مد النسيم به … فصرت أمشى على ما تنبت الشجر

ثم انحنيت على خود أقبلها … كأنّنى قوس رام وهي لي وتر

ضمّن فيه قول القائل:

قد كنت أمشى على ثنتين معتدلا … فصرت أمشى قليلا قليلا وهي تسعدن

كأنني قوس رام وهي لي وتر

وقال يرثى صباه ويمدح النبي .

*** وأنشدنا في الزمان والمكان، وأعجبني مخلصها جدا:

مضى ما حلا من شبابي ومر … وأقمر بالشيب ليل الشعر

ومذ عسكر الشيب في لمّتى … تقهقر جيش الصبا وانكسر

وكان الشباب كحب دنا … وزار، ولكن كلمح البصر

نعمت به برهة وانقضى … سريعا، فكان كشيء ندر

أظن لسرعة مر (٥٧٤) الصبا … مشيبى لليل شبابي سحر


(٥٧٤) في الأصول «من».

<<  <  ج: ص:  >  >>