للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وما الشّيب عار ولكنه … نذير، وفيه لنا مزدجر

وبالجملة الشيب نور به … يلوح الوقار ويبدو الخفر

ومنه محيّاى في روضة … تبسّم فيها ثغور الزهر

ولم لا يتم سروري به … وقد شبت في دين خير البشر

محمد السيد المصطفى … شفيع العصاة غدا لمن كفر

لقد سر قوم به آمنوا … فعزوا، وذل به من كفر

فوا حربا من قلوب قست … وقد لان من أخمصيه الحجر

ومن مهج فاتها ريها … وقد فاض من إصبعيه نهر

نبي ترقى لأعلى العلا … وقد فاز من ربه بالنظر

دنا فتدلى (٥٧٥) لمحبوبه … وفي قاب قوسين كان المقر

فما كذب القلب ما قد رأى … وما زاغ منه هناك البصر (٥٧٦)

وجبريل كان له خادما … مطيعا له إن نهى أو أمر

رأى قمر التم (٥٧٧) أنواره … (فجاء) (٥٧٨) فخار وشق القمر

وشاهد غصن النقا خده … فجاءت من الشوق تسعى الشجر

ويكفيك من فضله أنه … لزجر الجحيم غدا ينتظر

أيا ربّ: شيطان ذنبي طغى … وأعوزنى منه أخذ الحذر

وأنت القدير على دفعه … بحولك يا من علا فاقتدر

فأنت العياذ، وأنت الملاذ … وأنت الغياث وأنت الوزر

وإنّي وإن عظمت زلتي … لا رجوك يا خير مولى غفر

فصل وسلم على المصطفى … وأصحابه الواضحين الغرر

دوام الدهور، وملأ السماء … وعدّ الرمال، وقطر المطر

***


(٥٧٥) منظور في هذا إلى القرآن الكريم سورة النجم، آية ٨.
(٥٧٦) منظور في هذا إلى القرآن الكريم سورة النجم، آية ١٧.
(٥٧٧) في السيلمانية «وأتم» وفي تونس «والتم».
(٥٧٨) في الأصل «فخلوج» وليس لها معنى وقد صححناها إلى ما بالمتن ليستقيم المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>