للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أيضا يمدحه، وأنشدناه في الزمان والمكان:

تهلل وجه الأرض بعد تعبس … وحاكت له الأنداء حلّة سندس

فظلت تبدى خدود شقائق … وترمقنا شذرا بأحداق نرجس

كأن الغصون المائسات عرائس … تثنين عجبا في ملابس أطلس

كأن بها (٥٧٩) الحوراء حولاء غدت (٥٨٠) … تشمر عن ساق لدى الخوض أملس

كأن زهى (٥٨١) الأقحوان مباسم … تبسم في وجه السحاب المعبس

كأن صفاء الماء والظلّ فوقه … نهار تغشته أوائل حندس

كأن دوىّ الريح بين غصونه … نداء محب أو حديث موسوس

كأن سقيط (٥٨٢) الطل في الورد وجنة … يقابلها ذو لوعة بتنفس

كأن جنوح الشمس للغرب غادة … تودعنا في توب خزّ (٥٨٣) مورس

كأن السحاب الجون ساق مطاوع … يطوف على شرب الرياض بأكوس

كأن هدير الطير والدوح حوله … تصايح حراس بركب معرس

كأن أريج الزهر فوغة تربة … تفدى بآباء (٥٨٤) كرام وأنفس

وصرح حوى فضلا ومجداه وسؤدرا … بأكرم مخلوق وأزكى وأنفس

نبي سما والليل داج إلى السما … وفاز من الباري بأقرب مجلس

وناداه أنت الآن يا أفضل الورى … بحضرة قدس أو بواد مقدس

قرنت (٥٨٥) اسمك الميمون ياسمى تكرما … آتيتك بالقرآن أعظم مؤنس

وحسبك من فضل بأنّى جاعل … شفاعتك العظمى ذخيرة من يسى

وخصصه بالكوثر العذب فألهنا … بخير أناس قد سقوا خير أكؤس


(٥٧٩) في تونس «الحورا حوراء» وفي السليمانية «الحورا حورا».
(٥٨٠) البيت في الأصول مضطرب.
(٥٨١) ضبطها تونس بضم الزاء وكسر الهاء وتشديد الياء.
(٥٨٢) «السقيط» في اللغة ما سقط من الندى على الأرض.
(٥٨٣) وأورس أي اخضر وأورق.
(٥٨٤) في تونس والسليمانية «باب أكرام». وأما «الفوغة» في الشطر الأول من البيت فهي من الطيب رائحته.
(٥٨٥) في تونس والسليمانية «فزنت».

<<  <  ج: ص:  >  >>