للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرني، وهو ثقة، أنه سمعه بشرطه على العراقي والنور الهيثمي، وأنه سمع عليه البخاري كاملا. وكان له فوت فأعاده، وأنه سمع بعضه على عائشة بنت عبد الباري، وأجاز له ماله وروايته عنه. وأنشدني من لفظه لنفسه سادس شهر ربيع الآخر سنة ٥٩ بالباسطية، وفيه لزوم ما لا يلزم:

ألم تر أنّى قد حلفت كما ترى … بأخلاق أحرار الورى أتخلّق

وإنّي صبار شكور وحامد … وأنى إذا أملقت لا أتملّق

وإن عرضت لي حاجة من حوائجي … فإنّى بغير اللّه لا أتعلّق

وإنّي راض عنه في كل حالة … وإنّي من المقدور لا أتقلّق

ولو كنت ذا دنيا وقادت مذلّة … إلىّ لكانت بالثلاث تطلّق

ولست بحمد اللّه ذا طمع به … إلى نيل جدوى منعم أتسلّق

ولا خابطا (٢٧) في ظلمة من ضلالة … ونور الهدى لي ظاهر يتألّق

نظرت إلى الدنيا ونقمة أهلها … وأهوائها لا كالشعور تحلق

وشاهدت هامات لهم بسيوفها … وقد أصبحت مسلولة تتفلّق

وقد فتحت أبواب شهوتها ولو … أمدّتهموا الألطاف كانت تغلّق

وكم بتّ مسرور الفؤاد بتركها … وبات على النار الندى والمحلق

ويا ربّ مفتون بها عاد وهو من … سرور عراه بالدماء مخلّق

وكذلك في الزمان والمكان معاتبا لبعض من يرجوه فجفاه، وفيه اللزوم:

رجوتك لي عونا وذخرا وملجأ … فخاب رجائي فيك يا أحسن الخلق

وذلك تأديب من اللّه لي على … تعلق آمالي بمثلى من الخلق

ولو أنني وفّقت لم أرج غيره … ولا غرّنى الإشراق من وجهك الطّلق

وما أنا ممن يستميل امرؤ إذا … جفاني وأقصانى بشئ من الملق

ولو بلغت روحي التراقى وأصبحت … تردّد من فرط الضرورة في حلقي


(٢٧) في السليمانية: خاطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>