للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنشدني في التاريخ والمكان لنفسه:

أقسم باللّه العلىّ العظيم … مكوّن الكون العزيز العليم

ما تعدل الدنيا لدى عاقل … خضوعه فيها لنذل لئيم

فكن فتى حرّا أخا همّة … عالية واقف (٢٨) الصراط القويم

ولا (٢٩) تعول في الدنا تبتغى … إلّا على الله الجواد الكريم

وأنشدني كذلك لغيره من التذكرة (٣٠):

وما عذلوك مسبوقا ولكن … إلى الغايات سبّاقا جوادا

وقد هدموا بما فعلوا المعالي … وربّ العرش يفعل ما أرادا

وحدّثنى في المكان، يوم الجمعة سادس عشر شهر ربيع الآخر من السنة، أن أباه حدثه، أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المنام وأنه سأله أن يأذن له في تقبيل رجله، فأذن له بتمنّع ووضع ثوبه عليها فقبّلها من وراء الثوب، فحصل لأمير المؤمنين من ذلك بعض انزعاج، قال: «فرأيت ذلك منى قلة أدب»، فقلت: يا مولانا أمير المؤمنين، الشوق يغلب أحيانا على الأدب.

وحدثني الشيخ برهان الدين عن بعض أكاذيب الحمصي فقال: «اعتل مرة علّة طويلة، وكان قاضيا بدمشق فنقل إلى المزة بأمر الأطباء لحسن هوائها وطيب مناخها، فاخترت يوما أنا والقاضي كاتب السر نجم الدين يحيى بن المدني من هناك فعرض علىّ أنّا نعوده فأجبت، فلما دخلنا سرّ بنا وشرع يهذر على عادته، فكان ممّا قال: إنّ لي حظا عظيما من الأولياء، كنت مرة مارّا في باب زويلة بالقاهرة على حمار قصير، فلقيني بعض أكابرهم فسلّم علىّ ثم طلب عمامتي فدفعتها إليه ولففت على رأسي منديلا ثم قال لي انزل عن الحمار فهممت بالنزول فقال: لا تفعل، ثم قال لي أبشر إنك لا تموت حتى تقطب، قال الشيخ برهان الدين: فقلت في نفسي (٣١) إثره: إن شاء اللّه!، قال: ثم


(٢٨) في تونس والسليمانية: وافق.
(٢٩) في تونس والسليمانية: ولا تقول في الدنيا تبتغى.
(٣٠) بعد التذكرة في تونس كلمتان غير مقروءتين، وحذفهما لا يخل بالمعنى العام.
(٣١) بعد نفسي في تونس كلمة غير مقروءة.

<<  <  ج: ص:  >  >>