للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عجبت لصدر الدين مع لطف ذاته … ولطف معانيه وحسن صفاته

يصدّ (٣٣) عن الرّاح الشمول التي غدت … لطافتها تعزى إلى كلماته

ويسأم من تكرار أوصافنا لها … وقد يسأم الإنسان طول حياته

*** وأنشدني البرهان من لفظه لنفسه في النصف الأول من شهر رمضان سنة تسع وخمسين المذكورة في مليح ساعى:

بالروح أفدى ساعيا … جماله سبى الورى

لا بدّ لي من وصله … ولو جرى مهما جرى

ولما رأيت أن حضرة الشيخ برهان الدين محلّ الأنس، وكلامه يأخذ بمجامع القلوب لما يشتمل عليه من الحكم والرقائق والأمثال والمواعظ مع عذوبة الألفاظ وفصاحتها، وجلالة المعاني وبلاغتها، ورشاقة السياقات وجزالتها، مع سلامة الصدر ولطف الطبع وطيب النبع وخفة الروح وجمال الذات وجلال الصفات. قلت وأنشدته إياه من غير فكر كبير:

يا أيّها السيد المشهور سؤدده … أنسيتني الأهل والأولاد والوطنا

هذى مجالسك العالي مراتبها … تجلو القلوب وتنفى الهمّ والحزنا

وكتب الشيخ برهان الدين إلىّ (٣٤) كتابا أوّله مفرد، لا أدرى هل (٣٥) هو له أم لا:

الشوق أعظم أن يحيط بوصفه … قلم وأن يطوى عليه كتاب

وكتب إلىّ في جواب البيتين النونين عشرين بيتا أشار فيها إلى ما وقع بعد موته بنحو بضع عشرة سنة، فقال ما نصه: «كتب إلىّ الشيخ الإمام الحافظ برهان الدين البقاعى، أمتع الله بحياته هذين البيتين»، وذكرهما كما مضى، فأجبت مرتجلا وقلت عجلا»:


(٣٣) في السليمانية وتونس: يصدر.
(٣٤) أي إلى البقاعى صاحب المعجم هذا.
(٣٥) عبارة «لا أدرى هل» من نسخة تونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>