للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولد بعد (٤٩) سنة ثمانين تقريبا بالمدينة (٥٠) الشريفة، وقرأ بها القرآن، وتلا بالسبع على الشيخ عبد الله الشينى (بفتح المعجمة وكسر النون، بينهما تحتانية)، وعلى الشيخ يحيى التلمساني الضرير، وأخذ النحو عنه وعن والده الشيخ جلال الدين، و [أخذ] الفقه عن والده، وسمع (٥١) الشيخ زين الدين العراقي والشيخ زين الدين أبا بكر بن الحسين المراغي الشافعي قاضى طيبة، وبرهان الدين بن فرحون المالكي قاضيها أيضا، وزين الدين عبد الرحمن بن علي الأنصاري الحنفي قاضيها أيضا، والبرهان بن محمد بن صديق.

وحجّ مرارا، وعنى بالأدب، وله شعر كثير، جيّده قليل، تنتقل فيه من بحر إلى بحر، ومن لجة إلى قفر، ومعناه بالعربية (٥٢) غير واف، وكثير منه سفساف (٥٣)، وربّما انتقل من الحضيض إلى السها، كأنه ليس له قلب في مدح الناس، فإذا قال في الغرام أجاد.

لقيته سنة تسع وأربعين لما زرت النبي ، وجاورت ثمّ بعض السنة.

وهو شيخ كيّس حسن المجالسة وعنده إنصاف، إذا غيّر له أحد شيئا من شعره بأحسن منه لم يستنكف من قوله.

أنشدني من لفظه لنفسه يوم السبت خامس عشر جمادى الآخرة من السنة (٥٤) بالمدينة الشريفة:

رسمت-وقال اللّه-كل مضرة … بنذل خسيس القدر للفضل حائز

وما أنت بالأدنى فبالنزر أرتضى … وأنت جليل القدر للفضل حائز


(٤٩) الوارد في الضوء ج ١ ص ٢٤، أنه ولد بعد سنة ٧٧٩.
(٥٠) ورد في السليمانية: بباب المدينة.
(٥١) جاء في نسخة السليمانية (وسمع بأخباره الشيخ جلال الدين)، والفقه عن والده وسمع بأخباره ولم أعلم منه إلا الأمانة. وقد حذفنا هذه الجملة لأنها تخل بالسياق.
(٥٢) في تونس: ومع أنه بالعربية.
(٥٣) وصفه السخاوي ج ١ ص ٤، بأنه جمع لنفسه ديوانا، وأنشأ عدة رسائل بحيث انفرد في بلده بذلك، كما أنه أشار إلى موقف البقاعى في هذه الترجمة، ونقل عنه بعض الذي قاله في وصف شعره.
(٥٤) أي من سنة ٨٤٩ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>