للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم رحل (١٨٤) إلى القاهرة سنة أربع وثلاثين ولازم شيخ الإسلام ابن حجر، وكتب جملة من تصانيفه وقرأها عليه، وبحث عليه شرح نخبة المحدثين فانتفع به كثير، وكتب له التاريخ المفنّن، وأذن له في التدريس، ثم كتب له «العلامة» وأثنى عليه بذلك في غيبته من قضية قراءة البخاري الآتية، وسمع جملة من كتب الحديث على مشايخ القاهرة وقرأ بنفسه واستفتى جماعة من علماء القاهرة فتباروا نظما عن كائنة وقعت له بالقدس وجمعها مع ذكر الواقعة وما يتعلّق بها نظما ونثرا في كراريس سماها «أسد البقاع الناهسة لمعتدى المقادسة»، ثم رجع إلى القدس في أواخر تلك السنة فقرأ بها «سنن أبي داود» وغيره، ثم رجع إلى القاهرة في أوائل سنة خمس وثلاثين، فأكمل نظم الحساب حتى جاء في سبعمائة بيت ضمّنها مسائل الوسيلة وزاد عليها، وضم إلى ذلك علم المساحة سمّاها «مشترك الملاحة في علمي الحساب والمساحة» وهو قليل الحشو جدا، وشرح في هذا النظم اختصار تفسير ابن جرير الطبري ملتزما ألّا يحذف من أسانيده ولا من معانيه، وأن يكون في قدر نصف حجمه أو أزيد بقليل سمّاها «وشى الحرير في اختصار تفسير ابن جرير» كتب منه نحو عشرين كراسة.

واستمر يلازم ابن حجر ورحل معه إلى حلب لما سافر صحبة الأشرف برسباى في قصد أخذ آمد، فقرأ عليه (١٨٥) مشايخ حلب جملة من كتب الحديث مستكثرة، وأكثر عن الشيخ برهان الدين المحدث حافظ الشام المعروف في غير حلب بالقوف من التصانيف والأجزاء، وكتب له في التصحيح لبعض الطباق «الإمام».

وقرأ (١٨٦) على مشايخ من دمشق في رجوعه (١٨٧) إلى القاهرة سنة سبع وثلاثين وثماني مائة، فلما وصل (١٨٨) أكثر من المسموع على مشايخ القاهرة جدا وغالبه بقراءته، وسمع في هذه المدة (١٨٩) على قاضى القضاة ابن حجر غالب شرح ألفية العراقي بحثا،


(١٨٤) «ثم رحل إلى القاهرة» مكررة في تونس.
(١٨٥) في السليمانية: عليه، وفي تونس على.
(١٨٦) يقصد بذلك البقاعى نفسه.
(١٨٧) في تونس: «رجوهم»، وفي السليمانية: «رجوعهم» والمقصود بذلك رجوعه من مصاحبة الأشرف برسباى في سفرته إلى آمد.
(١٨٨) أي إلى القاهرة.
(١٨٩) في تونس: «المدد»، وفي السليمانية: «المدرسة».

<<  <  ج: ص:  >  >>