للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلق كثيرا مما كان يسمعه منه من النكت عليها في كراريس عدة أرجو إكمالها، وسمّيتها «النكت الوفية لشرح الألفية»، ثم رحل إلى دمياط وإسكندرية، وطوّف فيما بينهما من البلاد وسمع بأكثرها وكتب عن شعرائها، ثم رجع إلى القاهرة في السنة المذكورة فسمع بحث «الحاوي» على الشرف السبكي وأجازه بالإفتاء والتدريس [وسمع] كثيرا منه على الشمس الونائى، وعلّق عليه شرحا مدمجا ابتدأ فيه بعد الخطبة من البيع فوصل فيه إلى «الرهن» (١٩٠). وانتقى مصارع العشّاق للسراج ورتبّه وزاد فيه وسمّاه «أشواق الأشواق»، وانتقى «سقط الزند» لأبى العلاء أحمد بن سليمان المعرّى (١٩١)، سماه «فوح الرند من سقط الزند» وكتب مقدسة في علم التجويد نظما ونثرا ليحفظها الصغار في المكاتب؛ لم يسبق إلى مثلها فاشتهرت وحفظها خلق كثير من أهل القاهرة والصعيد، وانتقى كثيرا من مسموعاته من ذلك «الملتقط من معجم الطبراني الوسط» و «منتقى الغريب الغانى من الترغيب للأصفهاني»، و «إشارة المتقى إلى إعلام الدلائل للبيهقي»، وغير ذلك.

وأدرك كثيرا من أصحاب الصلاح بن أبي عمرو بن أميلة وغيرهم من الآخذين عن الفخر، وأخذ عن أصحاب أبي الفتح محمد بن محمد الميدومى وقاضى القضاة شيخ الإسلام تقى الدين علي بن عبد الكافي السبكي، وجمال الدين محمد بن محمد بن نباتة: والحافظين: علاء الدين مغلطاى وصلاح الدين خليل بن كيكلدى العلائي وابن شيخ الجبل (١٩٢) وغيرهم من تلك الطبقة.

وحباه الله تعالى من فضله بألطاف كثيرة ظاهرة الإعجاب من أعظمها أو أعظمها أنه كان برأسه حب وهو صغير وداواه النبي ، وذلك أن ابنة خاله مريم بنت محمد بن علي بن محمد بن سليمان رأته في المنام فقال لها: تمنّى علىّ، فقالت له ابن عمتي في رأسه حب، فقال لها خذي له هذا الدواء فعوفي بعد ذلك بقليل حتى كأنه لم يكن برأسه أذى قط، واستمرت ابنة خاله بعد الرؤيا لا تستطيع أن ترفع يدها التي أعطاها فيها الدواء.


(١٩٠) في تونس والسليمانية: «الزهر».
(١٩١) في السليمانية وتونس: «المصري».
(١٩٢) بعدها كلمة «والبيان» في تونس والسليمانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>