للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورأى هو النبي مرارا، وقبّل (١٩٣) في بعضها إحدى يديه، ورأى أبا بكر وعمر وعليا، وقبّل يد علىّ اليسرى.

ورأى له بعض أصحابه أن النبي أرسل معه تفاحا لصاحب الترجمة، وكان كثيرا ما يشاهد النعم في النقم، ومن أعظم ذلك أنّ قتل أبيه وأعمامه كان سببا في انتقاله إلى دمشق. وكان مبدأ حصول السعادة لطلب العلم ومعرفة بلاد البشر (١٩٤) وشاهد من العجائب أنه كان وهو صبي بخربة روحا يلازم مسجدا يقال له زاوية الشيخ موسى يقرأ به وحده فسمع فيه قائلا وهو لا يرى شخصه وليس به مكان يمكن أن يتخبأ فيه أحد يقول له: «سيقتلون أبوك!» بهذا اللفظ ويكرر ذلك مرارا، ولذا كان يسمع هذا اللفظ كلّما مرّ على قبور أصحاب الزاوية، فقتل أبوه بعد ذلك بقليل.

وسمع أنينا من قبر شخص كان معروفا بقتل النفس، وسمع مرة أخرى من بعض القبور كلاما لعله نحو عشر كلمات، غير أنه لم يفهم منها شيئا.

كتب هذه الترجمة سنة إحدى وأربعين وثمانمائة بالقاهرة، وهو ملازم للاشتغال، وكان كثير السؤال لله تعالى أن يرزقه القتل شهيدا في سبيله، بلّغه اللّه من الخير غاية مأموله.

*** ورأى في المنام صبح يوم الثلاثاء ثالث شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وثمانمائة أن شخصا أجاز له وكتب في استدعائه وسمّى نفسه «هدهد بن حدحد بن رهبوت» وفي ظنه أنه كتب اسما آخر يحسبه «أحمد».

وأن شخصا كان يقرأ على شيخه ابن حجر، فلما فرغ أشار إلى شيخ أسمر أن يستجاز فاستجازه صاحب الترجمة وأجاز واسمه في ظنه مقبل، وكان شيخه ابن حجر أخبره أنهم قرءوا عليه «جزء مقبل بن مفتاح» والظاهر أن ذلك عبارة عن الأمر بالتّنوية والجود لينشأ عنهما الجهد والإقبال والفتح. وكذا جرى وللّه الحمد.

***


(١٩٣) في تونس والسليمانية: «وقيل في نفعها إحدى زيديه»
(١٩٤) جاء بعد هذه الكلمة في تونس والسليمانية كلمة و «القتل» ولا معنى لها في السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>