الأنصاري والإمام نور الدين محمود بن علي الحراني والد تقى الدين المذكور، والعلامة شهاب الدين بن أبي الرضا، وحضر عند علامة المذهب شهاب الدين الأذرعى وهو يبحث عليه في منهاج النووي، وكان القارئ بشر والد ابن الأنصاري ومعه ابن ظهيرة المكي، وحضر بعض دروسه في المدارس، وسمع عليه قطعة من «رسالة الشافعي» وغيرها، وحضر بعض دروسه الإمام شهاب الدين أحمد بن الحنبلي، قال:«ورأيت الشيخ زين الدين البارينى ولم أقرأ عليه شيئا لأنه توفى سنة أربع وستين وأنا في المكتب»، وأخذه في القاهرة عن شيخ الإسلام السراج وابن الملقن والإمام شمس الدين محمد الصفدي نزيل القاهرة وغيرهم، وأخذ النحو بحلب على الإمام زين الدين عمر بن أحمد بن عبد الله ابن المهاجر والإمام كمال الدين إبراهيم بن الحاج عمر الحلاوى والعلّامتين أبى جعفر وأبى عبد الله الأندلسيين وغيرهم، وبالقاهرة عن الإمام زين الدين أبى بكر بن عبد اللّه بن مقبل التاجر الحنفي، قال: وقرأت كتاب تحبير الموشيين على جامعه علّامة اللغة مجد الدين الفيروزآبادي بالقاهرة، وبحث غالب قصيدته شيخه ابن عبد الله الأندلسي التي أولها:«بطيبة أنزل ويمّم سيد الأمم» في البديع وبحث في علم الحديث على الحافظ صدر الدين سليمان الياسوفى بدمشق، وعلى الحافظين الزين العراقي والسراج بن الملقن بالقاهرة وسمع بحثه على البلقيني.
وبحث في التصريف على الإمام جمال الدين يوسف الملطى نزيل حلب، ثم ولى قضاء القضاة بالقاهرة وتوفى بها.
وحبب إلى صاحب الترجمة سماع الحديث وأكثر منه جدا وأول سماعه سنة تسع وستين وسبعمائة. وسمع على مشايخ حلب وكتب الحديث سنة سبعين في جمادى الآخرة وسمع وقرأ بها غالب مرويات البلد على نحو سبعين شيخا، وأجازه من دمشق من أصحاب الفخر بن البخاري صلاح الدين محمد أبو حفص عمر بن أميلة، وابن الهيلمى، ثم رحل إلى حماة وحمص وبعلبك ودمشق فسمع بهذه البلاد ولم يسمع على أحد من أصحاب الفخر سوى الصلاح، سمع عليه أشياء منها المشيخة.
وسمع بدمشق في هذه الرحلة على نحو أربعين شيخا ثم رحل منها إلى القدس الشريف فسمع به وبالخليل، ثم إلى القاهرة فسمع بها، وبمصر القديمة على مشايخ يزيدون على ثلاثين، منهم ناصر الدين الطبردار من أصحاب الحافظ الدمياطي وجويرية